وطني

فيما كان غليان الأفكار حول المهن الشاقة مسابقة الأستاذ الصيد سليمان لأحسن مرافعة إلتفاتة تكشف قيمة المحاماة كمهنة استظهار للحقائق وتأكيد مبدأ العدل وسيادة القانون.

ترتبط مهنة المحاماة ارتباطا وثيقا بالحق في الدفاع ولا ريب أن هذا المنطق, لا يستقيم إلا من خلال مؤسسة قانونية تعنى به, وتبذل قصارى جهدها في تكوين وتأهيل ذوي الميل لمهنة المحاماة للقيام مبهذه المهمة السامية والشريفة في حمل مسؤولية تمثيل الحق والدفاع عنه، بكل موضوعية في طرح القضايا، وفي خضم الغليان الفكري الذي ساد المرجعيات الفكرية الشعبية الجزائرية حول حقيقة هذه المهنة بين نزاهتها وتراجع موضوعيتها تحاول أحد المنظمات برد الاعتبار لوظيفة المشقة”المحاماة”، وذلك من خلال احياء اجتهادات أهم وابرز المحامين الذين وافهم اجلهم أثناء اداء الواجب وحفظ الامانه، وخير دليل نلمسه في المبادرة التي أشرفت على تأطيرها منظمة المحامين لناحية قسنطينة بالمجلس القضائي لذات الولاية، اذ تضم المنظمة اربع مجالس (ﻗﺴﻨﻄﻴﻨﺔ، ﻣﻴﻠﺔ، ﺳﻜﻴﻜﺪﺓ، ﺟﻴﺠﻞ)، وهذه الالتفاتة تكمن في مسابقة لأحسن مرافعة في طبعتها الاولى لسنة 2020، أقيمت على شرف المرحوم الاستاذ الصيد سليمان اجلالا له على زاده العلمى وحضوره الرمزي في القلوب والعقول ومجالس المحاماة عموما، وبهذه الانطلاقة التي انجبت شعارا للعمل وكانت بمثابة الفكرة الاساسية للمبدا العام لهذه الالتفاتة المميزة والموجهة أساسا لهواة مهنة المحاماة، حيث أشرفت المحامية المعتمدة لدى المجلس “سلاف بوكحيل” على ترأس لجنة التحكيم للمسابقة رفقة باقي ليجان التحكيم وهم كل من ﻋﻤﺪﺍء ﺍﻟﻤﻬﻨﺔ .ﺍﻻﺳﺘﺎﺫ ﻣﻌﻴﺰﺓ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻮﻫﺎﺏ، ﺯﻻﻗﻲ ﻣﺮﺍﺩ، ﻃﻠﺤﺎﻭﻱ ﻟﻴﻠﻰ، وسياق ذو صلة كشفت المسيرة سلاف أنها خصصت لهذه البادرة حيزا خاصا من التفكير في تجسيدها فعليا وذلك ما أبناه الاهتمام الواضح بنجاح هذا التوجه المصحح للمفاهيم المغلطة لماهية وعفة مهنة المحاماة من خلال السهر على التاطير والتسيير المحكمين، وكذا تنظيم نشاطات فكرية وثقافية لتعزيز النهوض بالفكر الشبابي والإنساني لأسمى مراتبه، وفي حيثيات هذا النشاط كشفت المحامية بوكحيل أن المسابقة ﻣﺮﺕ ﺑﻤﺮﺣﻠﺘﻴﻦ ﺍﻻﻭﻟﻰ ﻛﺘﺎﺑﻴﺔ ﺷﻤﻠﺖ ﻣﻮﺍﺿﻴﻊ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﺍﻟﺠﻮﺍﻧﺐ ما يفرض على المحامي ان يكون باحث وكثير الاطلاع وموسوعي لكي يتمكن من الفوز، ومن بين الجوانب المتناولة مثلا، الجانب ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ومثال ذلك ﺤﻖ ﺍﻟﺸﻔﻌﺔ ﻭﻣﻀﺎﺭ ﺍﻟﺠﻮﺍﺭ، ﻭﺍﻟﺠﺎﻧﺐ ﺍﻟﺠﺰﺍﺋﻲ ﺑﻴﻊ ﻭﺗﺮﻭﻳﺞ ﺍﻟﻤﺨﺬﺭﺍﺕ، في حين كانت اخر مرحلة وهي الشفهية مقسمة على شطرين، يتمثل القسم الاول في ﺗﻘﻴﻴﻢ ﺍﻟﻤﺜﻮﻝ ﺍﻟﻔﻮﺭﻱ وهو توجه جديد كما انه اجراء قانوني استحدثته فرنسا ومنظومتنا تناقلته عنها يكمن المغزى منه مخاطبة القاضي بتقارير مفصلة عن الملفات المستخدمة في القضية لكسب وقت أطول لتحقيق في ملابسات موضوع المحاماة، كما ان هذا التوجه يهدف إلى إدراك فكرة أن المحامي ليس قضية بل مشارك في صناعة القوانين، أما القسم الثاني مختص بالحديث ﻋن أخطاء ﺍﻟﻤﺤﺎﻣﻲ، وبعد منافسة شديدة شارك فيها 80 محامي انتهت التصفيات بفزز 11 متسابق تأهلوا لنهائي فتك منهم 3 محامين على المراتب الأولى، أين كان المركز الأول من نصيب ﺍﻻﺳﺘﺎﺫﺓ : ﻣﻨﻴﺶ ﺯﻫﻴﺮﺓ، في حين حاز الأستاذ ﻋﻠﻴﻮﺓ ﺳﻤﻴﺮ على المركز الثاني، اما المركز ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ فحازت عليه أ. ﻧﻐﻮﺍﺵ ﻧﺠﻼء..هنيئا لهم ومزيدا من التالق في مهنة المشقة.
ويرجع سبب تنظيم مثل هذه النشاطات الى دعم الشفافية في التحكيم في مجال المحاماة وكسر زوتين انتهاج نفس المواضيع القانونية وهو ما كان سببا مباشرا في تراجع قيمتها ونزاهتها وتحولها لتجارة بدل وظيفة للدفاع وحماية الحقوق الانسانية.
حماني عائشة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى