فلاحة

الرعاة في الجزائر يعيشون تحت خط الفقر

الرعي” مهنة غير مقننة و نشاط الرعاة يساهم في دعم الاقتصاد الوطنيطالبت ، عشرات الجمعيات المحلية و الولائية للموالين بالولايات السهبية ، بضرورة تحسن وضعية مهنة الرعاة و تقنينها كونها أصبحت مهنة ” الظل ” الوحيدة التي هي خارج اهتمامات الدولة و مصالحها المتخصصة في الجانب الفلاحي ، وبالرغم من تعرض عشرات الرعاة لضربات البرد شتاءا و لفحات الشمس صيفا و اصابتهم لكثيرمن الأمراض الموسمية والإرهاقات النفسية و العضلية أين أدت بالكثير بهم الى الهلاك ، في ظل النشاط الدائم لهذه الفئة التي تعمل تحت وقع أحوال جوية متقلبة قد تصل فيها درجات الحرارة الى أقصى مستوياتها ،هذه الفئة التي تبقى تتحمل معانات عمل غير مقنن كونهم أفرادا يرعون الغنم و يربون المواشي عبر طول سهوب الوطن و صحرائه الواسعة في مهنة تظل خارج اهتمامات الدولة و بعيدة عن ميكانيزمات العمل النقابي لجمعيات الموالين التي لا هم لها سوى حصد الأرباح ، رغم أنها مهنة ضرورية و نشاط لا يمكن إستبداله ليبقى يدعم جزءا هاما من الاقتصاد الوطني ، حيث يبدأ ” الراعي ” عمله مع خيوط الشمس الأولى و ينتهي مع خيوطها الأخيرة ، في ظل احتمال العطش و الجوع و في الكثير من الأحيان المبيت خارج البيوت لما يستدعيه الأمر في تجوال حول البحث عن مناطق الكلأ ، رعاة المواشي تلك الفئة التي لا تعرف النوم إلا قليلا ، تراها في كل الأوقات ، تطارد مواطن الكلأ من منطقة الى منطقة في بوادي صحرائنا الواسعة ، المهم أن يجد ضالته و لو على حساب جوعه و تعبه و عطشه ، رمضان بالنسبة لهم مثل بقية الشهور فهو لا يكتسي أي طابع خاص فخروجهم و مواشيهم إلى البادية يكون بنفس التوقيت مثل بقية الشهور . و يتحدث أحد رعاة المواشي ، على أن يومه يبدأ من الساعة الخامسة و النصف صباحا و ينتهي قبيل أذان المغرب ، و خلاله لا يعرف النوم و لا التعب و لا الجوع و لا العطش ، ينتقل من جهة إلى أخرى و ينتقل حتى بين جانبي بعض الطرق السريعة ، يبحث عن الكلأ لمواشيه ، و المهم أن يعيدها مع كل مساء ” شبعانة ” و لا هم أن يعود هو جوعان أو تعبان ، ليؤكد بأن الأشهر تتوالى عليه كالساعات ،، لكنه مرغم على نسيان تعب النهار و أوجاعه ومسافة تنقله التي قد تتجاوز 25 كلم يوميا مشيا على الأقدام ، مع العلم أن بعضا من رعاة المواشي ، يتزودون مع كل خروج بحبات تمر يحملونها معهم أو رغيف خبز ليشبعوا بطونهم التي تعودت على الانتظار الى حين عودتهم إلى الديار ، و الثابت في عمل رعاة المواشي أن كل الشهور تبقى عادية لا إسثناء فيه ، لأنهم طول العام مطاردين لمواطئ الكلأ حتى في شهر رمضان يكون بنفس عطش و جوع بقية الشهور الأخرى دون كلل و لا ملل يسابقون الزمن نحو تحسين نوعية ماشيتهم لتكون دعما اقتصاديا للوطن و المواطن .محمد كمال

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى