دولي

كشفُ “حزب الله” أسرار “منشآت حسّاسة” بينها قاعدة حيفا العسكرية يربك حسابات إسرائيل

أربك فيديو عن مسيّرة “رادعة” ومتطورة نشره “حزب الله” أمس حسابات إسرائيل، وتسبب بانتشار أخبار وتحليلات عبرية واسعة حول “حساسية” مشاهد المسيّرة، التي أراد بها الحزب ردع التهديدات الإسرائيلية بالحرب، وسط تبادل رسائل نارية نقل جزءاً منها الموفد الأمريكي آموس هوكشتاين إلى المسؤولين في بيروت من جيش الاحتلال الإسرائيلي، مهدداً بالحرب على لبنان إذا لم يتوقف “حزب الله” عن تهديد إسرائيل بصواريخه، وذلك قبل 24 ساعة من كلمة لأمين عام “حزب الله” السيد حسن نصر الله.
وظهرت في الفيديو مشاهد لمراكز عسكرية وحربية حساسة قال الحزب إنه حصل عليها من خلال استطلاع جوي نفذه شمال فلسطين ووصل إلى أجواء حيفا بمسيّرة “هدهد” المتطورة التي تعمل بنظام خاص بها دون أن يستطيع الجيش الإسرائيلي من رصدها.
جاء ذلك في مقطع فيديو بثه الحزب عبر منصة “تليغرام” وبثته قناة “الجزيرة” وقنوات أخرى أيضاً ومدته 9 دقائق، تحت عنوان: “مشاهد استطلاع جوي لمناطق في شمال فلسطين المحتلة عادت بها طائرات القوة الجوية في المقاومة الإسلامية (الحزب)”.
وكتب المراسل العسكري لموقع “والاه” العبري: “على سلاح الجو الإسرائيلي أن يجيب وزارة الحرب الإسرائيلية على السؤال التالي: كيف تمكن “حزب الله” من الوصول والتحليق فوق بوارج الجيش الإسرائيلي في خليج حيفا؟”.
بينما ردّ وزير خارجية الاحتلال، إسرائيل كاتس، بشأن التصعيد في الشمال وإصدار “حزب الله” للفيديو: “نحن نقترب جدًا من لحظة اتخاذ القرار بشأن تغيير قواعد اللعبة ضد “حزب الله” ولبنان”.
وتظهر في مطلع الفيديو لقطات جوية لبعض المستوطنات الإسرائيلية، بينها كريات شمونة ونهاريا، و”مجمع الصناعات العسكرية لشركة رفائيل، والتي تضم عدداً كبيراً من المصانع والمخازن وحقول التجارب”، وفق ما أرفقه الحزب مع المقطع. كما يجري فيها “تصنيع وتجميع أنظمة الدفاع الجوي الفعال، لا سيما القبة الحديدية، وتبلغ مساحتها 6.5 كيلومتر مربع، وتبعد عن الحدود اللبنانية 24 كيلومتراً”، وفق المصدر نفسه.
وأضاف الحزب أن المشاهد من حيفا “تضم منشآت عسكرية أهمها قاعدة حيفا العسكرية وميناء حيفا المدني ومحطة كهرباء ومطار”.
وفي تعقيبها على الفيديو قالت القناة 12 العبرية إن الفيديو تبلغ مدته 9 دقائق وتمت الموافقة على نشره من قبل الرقابة (في إسرائيل)، ويمكن من خلاله رؤية سلسلة من الأماكن الحساسة في الجليل”. وتابعت: “من بين أمور أخرى، يُظهر الفيديو توثيقًا لأنظمة الدفاع الجوي، والتي تشمل بطاريات القبة الحديدية، وقاعدة بحرية وخليج حيفا”. واعتبرت أن “نشر الوثائق يبعث برسالة إلى استعدادات التنظيم للحرب”.
بدورها، قالت القناة 13 الإسرائيلية إن “حزب الله نشر لقطات لطائرة مسيرة تم تصويرها في منطقة خليج حيفا”. أما هيئة البث العبرية الرسمية فذكرت: “خليج حيفا ومنشآت استراتيجية في الشمال: “حزب الله” ينشر صوراً من طائرة مسيرة حلق بها باتجاه الأراضي الإسرائيلية”.
وأجرى الموفد الأمريكي آموس هوكشتاين محادثات في بيروت بعد انتهاء زيارته إلى تل أبيب، حيث تردد أنه نقل رسالة من رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مفادها “إما انسحاب “حزب الله” إلى ما وراء الليطاني الآن وإما الحرب”، وجاء الرد سريعاً من الحزب بـ “فيديو هدهد”.
ولوحظ أن هوكشتاين بعد لقائه رئيس مجلس النواب نبيه بري في حضور السفيرة الأمريكية ليزا جونسون أطلق كلاماً تحذيرياً حول ضرورة وقف النزاع على الحدود سريعاً، وقال “النزاع المستمر حول جانبي الخط الأزرق استمر طويلاً ومن مصلحة الجميع وقفه والوضع دقيق جداً وفي غاية الخطورة ونسعى لوقف التصعيد تفادياً لحرب كبيرة”.
وذكرت مصادر لتلفزيون “الجديد” اللبناني أن طائرة “الهدهد” لا تُعدّ عنصر توتير جديدا إنما رسالة قوة استخدم الحزب من خلالها جزءاً من قدُراته بوجه العدو الإسرائيلي، ولكنها لا تؤثر في وقائعِ المعركة وقواعدها ولا حتى في مسار المفاوضات.
وأكدت مصادر حكومية لـ “الجديد” أن هوكشتاين طلب هُدنةً مؤقتة في الجبهة الجنوبية الى حين اكتمالِ التسوية في غزة.
واللافت بالتزامن مع زيارة الموفد الأمريكي معاودة “حزب الله” عملياته بعد هدنة غير معلنة ليومين، إذ أعلن عن استهداف دبابة ميركافا في موقع “حدب يارين” بمسيرة انقضاضية وإصابتها إصابة مباشرة.
كذلك أطلقت من جنوب لبنان صليتا صواريخ في اتجاه مستوطنات الجليل الغربي، وأفيد عن فشل القبة الحديدية في اعتراضهما. وأشارت قناة 14 الاسرائيلية إلى “أنباء أولية عن سقوط إصابات في الجليل الغربي”. واندلع حريق في منطقة زراعية جنوب مستوطنة المطلة وفق مصدر رسمي وهيئة البث العبرية.
في المقابل، استهدفت مسيّرة إسرائيلية سيارة عند مفرق البرغلية شمال مدينة صور، وهرعت سيارات الإسعاف إلى المكان حيث أفيد عن سقوط شهيدين.

المصدر القدس العربي

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى