وطني

الذكرى 68 لإعدام الشهيد بعبوش سعيد. ( 8 افريل 1957-2025

 

نبذة تاريخية حول الشهيد :

ولد بعبوش سعيد في 9 فبراير 1921، بدوار ياسكرن- ميزرانة- ولاية تيزي وزو ، ابن محمد بن محمد و بوعليط فاطمة بنت محمد، و بدأ حياته النضالية في سبيل الوطن في عام 1937 عندما انخرط في حزب الشعب (PPA ) بالجزائر العاصمة و كان عمره آنذاك 16 عاما.و في سنة 1944 انظم إلى حزب أحباب البيان و الحرية و كان من الأعضاء النشطة في المنظمة الخاصة إلى عام 1948 ، وفي هذه الأثناء كان مناضلا بارزا في صفوف الحركة من أجل انتصار الحريات الديمقراطية إلى حين اندلاع الثورة التحريرية. و في عام 1949 حيث بلغ عمره 28 عاما ، عين رئيس دائرة في ناحية تضم ( سيدي نعمان ،أرجاونة ،ناصرية و يسر ) ولقد قام بنشاط جد معتبر يتمثل في توعية الجماهير وتعبئتها و تنظيمها ، و بعد سنتين من ذلك ( 1950) أرسل إلى أوروبا ( بلجيكا ) ليشرف على عملية جلب الأسلحة وإدخالها إلى التراب الوطني، و قد استغرقت المهمة 15 شهرا.
وفي الوطن واصل بعبوش سعيد نشاطه النضالي وكانت مصالح الأمن الاستعمارية تفرض عليه رقابة مشددة ، و بفضل حنكته النضالية و تحفظه في جميع جوانب حياته الاجتماعية، عرف كيف يهبط كل منافرة. كل الدلائل المقتناة في حياته النضالية،و تشهد له عن جرأته وشجاعته، وعن تحفظه الديني والتزامه الثوري في سبيل خدمة الوطن قبيل اندلاع الحرب التحريرية . يعين البطل بعبوش سعيد من جديد في ناحية عين الحمام ، الأربعاء ناث يراثن و يواصل نشاطه في توعية الجماهير الشعبية وتعبئتها وتنظيمها.
وقد أصبح حينذاك عضوا في لجنة السبعة الذين كانوا على رأس منطقة القبائل. كما شرع في تخزين الأسلحة بمنزله الخاص الذي أصبح مقرا يلتقي و يتجمع فيه مسؤولو الحركة و فيه تم التحضير لتفجير الكفاح المسلح .
شارك بعبوش سعيد في عملية جلب الأسلحة إلى الداخل و توزيعها على المجاهدين انطلاقا من منزله ، و تقديم هذا العمل بالضبط ليلة السبت 29 أكتوبر 1954 لينطلق الكفاح المسلح في أول نوفمبر 1954. وفي يوم 03 نوفمبر تحل السلطة الاستعمارية بمنزله للقبض عليه و لكن بدون جدوى ، لأن بعبوش التحق حينذاك بالجبل. ومن النشاط السياسي إلى النشاط العسكري و بنفس العزيمة و الثبات ، تولى مسؤولية نفس المنطقة التي كان عليها من قبل وهي ( عين الحمام ، الأربعاء ناث يراثن و واسيف) وقد نسق مع الشهيد فرنان حنفي تنظيم العمليات الأولى في هذه الناحية . و نظرا لتعدد مهامه ، تتشبه الأنظار و يلقى القبض عليه في 10فيفري 1955 بتيزي وزو. فنقل إلى مدينة تيقزيرت (معسكر تيقزيرت) ، وفيها لقي مختلف أنواع العذاب ، و قد ظل عليه مدة 18 يوما ، ثم حول إلى تيزي وزو
و فيها يتعرض ثانية للتعذيب و الاستنطاق عله يكشف عن رفاقه لكن بلا جدوى .
ظل البطل بعبوش سعيد سجين بربروس بالعاصمة ، و في سنة 1955 امتثل أمام المحكمة العسكرية التي حكمت عليه بالإعدام بسبب نشاطه السياسي و العسكري . وبرغم الجهود المبذولة من طرف محاميه الذي كلفتهما جبهة التحرير الوطني للدفاع عنه ، و بالرغم من تنقلهما إلى باريس لالتماس التخفيف له لدى الحكومة الفرنسية ، إلا أن المجلس اثبت الحكم ، وقد نفذ فيه الحكم مع رفيقين له هما ( الشهيد منصور أعمر من تيمغراس و الشهيد لوني أرزقي من ماكودة ) يوم 8أفريل 1957 على الساعة 4سا و 45د صباحا.
أمام الجلادين ، يقف البطل الشهيد بعبوش سعيد شامخا رأسه ، رافضا تغطية عينيه يتلو على مسمع رفاقه معاني الجهاد و التضحية ، وبكل شرف و كبرياء ينحني تحت المقصلة.
كان الشهيد بعبوش سعيد من رجال الأوائل الذين ضحوا بحياتهم من أجل مبادئ الثورة التحريرية السامية ، لقد حكم عليه بالإعدام عام 1957 و نفذ عليه الحكم بسجن بربروس يوم 8 أفريل 1957 عن عمر لا يتجاوز 36 سنة.
رحمة الله على شهدائنا الأبرار

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى