وطني

حرب المعلومات: الجزائر في مواجهة حملات التضليل الإعلامي

تشهد الجزائر في السنوات الأخيرة تصاعدًا ملحوظًا في حجم الأخبار الكاذبة والمعلومات المضللة التي تستهدف مؤسساتها الحكومية وسياساتها الداخلية والخارجية. وبحسب تقارير إعلامية، فإن هذه الحملات الإعلامية الموجهة تستند إلى تقنيات حديثة مثل الذكاء الاصطناعي والتزييف العميق، بهدف التأثير على الرأي العام الجزائري والإقليمي.

فرنسا والمغرب في قلب الاتهامات

وفقًا لتقرير نشره نموذج الذكاء الاصطناعي “غروك” التابع لإيلون ماسك، فإن فرنسا تُعتبر المصدر الرئيسي للأخبار الكاذبة حول الجزائر عبر منصة “إكس” الفرنسية. وأرجع التقرير ذلك إلى الأزمة الدبلوماسية بين البلدين، فضلًا عن التأثير الكبير للجالية الجزائرية المقيمة في فرنسا.

كما أشار المصدر ذاته إلى تورط المغرب في حملات تضليل تستهدف الجزائر، عبر نشر معلومات كاذبة والتلاعب بالمحتوى الإعلامي، وذلك في سياق التوتر السياسي بين البلدين. من جهتها، جاءت تونس في المركز الثالث كمصدر للأخبار المضللة حول الجزائر، وفقًا للمصدر ذاته.

استخدام التكنولوجيا في حملات التضليل

تشير وكالة الأنباء الجزائرية إلى أن الجزائر تواجه “حربًا إعلامية متعددة الأوجه”، تستغل فيها جهات معادية تقنيات متطورة مثل الذكاء الاصطناعي والتزييف العميق، بالإضافة إلى استراتيجيات التحكم بالخوارزميات وكلمات البحث، ما يسهل انتشار الأخبار الكاذبة بسرعة هائلة عبر الإنترنت.

وأوضحت الوكالة أن بعض الجهات تعمل على إنشاء آلاف المواقع الإلكترونية المزيفة، إلى جانب استخدام شبكات من الصحفيين لنشر معلومات مغلوطة بهدف تشويه صورة الجزائر دوليًا. كما أضافت أن وسائل إعلام عالمية، خاصة في دول الخليج وأوروبا، تتأثر بنفوذ لوبي إعلامي فرنسي متورط في حملات التضليل بالتنسيق مع أطراف مغربية.

الجزائر ترد على حملات التشويه

في مواجهة هذه التحديات، تبذل السلطات الجزائرية جهودًا حثيثة للتصدي لحملات التضليل الإعلامي، من خلال مراقبة المحتوى الإلكتروني وتفنيد الأخبار الكاذبة عبر قنواتها الرسمية. كما تسعى إلى تطوير سياسات إعلامية فعالة لتعزيز وعي المواطنين حول أساليب التضليل الرقمي وطرق التحقق من صحة الأخبار.

وفي هذا السياق، أطلقت الجزائر عدة مبادرات لتعزيز الأمن السيبراني ومكافحة الأخبار الزائفة، إضافةً إلى التعاون مع مؤسسات دولية مختصة في رصد المحتوى الإعلامي المغلوط.

في ظل تصاعد استخدام وسائل الإعلام الرقمية في الحروب المعلوماتية، تبقى الجزائر، كسائر الدول، أمام تحدٍ كبير لمجابهة الأخبار الكاذبة وحماية أمنها الإعلامي. وبينما تستمر حملات التضليل، يبقى وعي الجمهور بأهمية التحقق من المعلومات وعدم الانسياق وراء الأخبار المشبوهة هو السلاح الأبرز في هذه المعركة الإعلامية.  ش ع

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً على tiktok-agency-account-for-sale.org_Berne إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى