
في تصعيد عسكري جديد بين تل أبيب وطهران، أعلنت وسائل إعلام إيرانية عن تعرّض القاعدة الجوية الثامنة في أصفهان، المعروفة باسم “شهيد بابائي”، لهجوم إسرائيلي فجر الثلاثاء، ما أثار تساؤلات واسعة حول طبيعة هذه الضربة ودلالاتها العسكرية.
موقع استراتيجي حساس
تقع قاعدة “شهيد بابائي” شمال شرقي مدينة أصفهان الإيرانية، بالقرب من مطار المدينة، وتبعد حوالي 20 كلم فقط عن مفاعل أصفهان للأبحاث النووية. كما أنها محاطة بثلاثة من أبرز منشآت إيران النووية:
-
120 كلم عن منشأة نطنز
-
281 كلم عن مفاعل أراك للمياه الثقيلة
-
250 كلم عن منشأة فوردو المحصّنة
هذا الموقع الاستراتيجي يجعل من القاعدة هدفًا ذا أهمية قصوى لأي عملية تهدف إلى شلّ البنية العسكرية النووية الإيرانية.
قلب سلاح الجو الإيراني
تُعد القاعدة الجوية الثامنة أحد أهم أركان القوات الجوية الإيرانية، بل توصف في الإعلام الرسمي الإيراني بأنها “قلب سلاح الجو”، ضمن شبكة تضم 17 قاعدة جوية أخرى في البلاد.
وتضم “شهيد بابائي” مجموعة من أكثر المقاتلات الإيرانية جاهزية للقتال، من أبرزها:
-
كتيبة طائرات “F-14 Tomcat” الأميركية الصنع
-
مقاتلات “F-7” الصينية الصنع
-
طائرات “سوخوي 24” الروسية الصنع
دلالات الهجوم
الهجوم الإسرائيلي، في حال تأكدت تفاصيله، يُشكّل رسالة مزدوجة: من جهة، هو استهداف مباشر لقدرات إيران الجوية الدفاعية والهجومية، ومن جهة أخرى، هو اختراق واضح للعمق الاستراتيجي الإيراني، في منطقة تعد من أكثر المناطق تشديدًا أمنيًا في البلاد.
كما أن القرب الجغرافي من منشآت نووية رئيسية يثير احتمالات بأن القاعدة قد تكون تلعب دورًا في تأمين تلك المنشآت، أو حتى في عمليات التنسيق والدعم اللوجستي لبرنامج إيران النووي.
ماذا بعد؟
في ظل صمت رسمي من طهران حتى الآن، تبقى تداعيات هذا الهجوم مرهونة بردّ الفعل الإيراني، واحتمال أن تدخل المنطقة مرحلة جديدة من التصعيد العسكري. وبينما لم تعلن إسرائيل رسميًا مسؤوليتها، تتراكم المعطيات التي تشير إلى نيتها ضرب مراكز القوة الإيرانية، تمهيدًا لشلّ أي قدرة رد استراتيجية محتملة في حال اندلاع نزاع أوسع.
📌 تُعَدّ هذه التطورات مؤشرًا خطيرًا على انزلاق المواجهة بين إسرائيل وإيران من الحرب السيبرانية والميدانية المحدودة إلى ضربات جوية مباشرة، في قلب العمق الإيراني. ش علي