دولي

مجزرة جديدة في غزة: مقتل 51 فلسطينياً بنيران الجيش الإسرائيلي وسط دعوات متجددة لوقف إطلاق النار

الشرق الأوسط – غزة
في تصعيد دامٍ جديد، قُتل 51 فلسطينيًا على الأقل الإثنين في قطاع غزة بنيران الجيش الإسرائيلي، بينهم 24 شخصًا كانوا في استراحة عامة على شاطئ مدينة غزة، وفق ما أفادت به فرق الدفاع المدني. المجزرة وقعت رغم الدعوات الدولية المتكررة لوقف إطلاق النار، في ظل تدهور إنساني غير مسبوق تعيشه غزة منذ أشهر.

استراحة تتحول إلى ساحة موت

قال الدفاع المدني إن القصف الجوي استهدف استراحة “الباقة” التي كانت مكتظة بالعائلات والأطفال على شاطئ غزة، ما أسفر عن 21 قتيلاً وعشرات الجرحى، نُقلوا إلى مستشفى الشفاء القريب. وقد أكد شهود عيان أن الانفجار كان عنيفًا، أدى إلى تطاير الأشلاء وسقوط جثث محترقة ومشوهة في محيط الموقع.

أحمد النيرب، شاب فلسطيني كان متواجداً في المنطقة، وصف المشهد بقوله:

“كانت مجزرة حقيقية. رأيت جثثًا متفحمة، والناس يصرخون والجرحى ينزفون وسط حالة من الهلع والفوضى”.

كما أكدت مصادر محلية مقتل المصور الصحافي إسماعيل أبو حطب في الهجوم، وهو ما أعاد إلى الواجهة المخاوف المتزايدة بشأن سلامة العاملين في المجال الإعلامي داخل القطاع المحاصر.

ضحايا جدد بانتظار المساعدات

وفي وقت سابق من اليوم ذاته، أفاد الدفاع المدني بمقتل 27 فلسطينيًا إضافيًا في عدة غارات وإطلاق نار، من بينهم 11 شخصًا كانوا في طابور انتظار لتلقي المساعدات قرب منطقة الشاكوش جنوبي رفح.

كما سجل مستشفى العودة في مخيم النصيرات وسط القطاع استقباله “شهيدًا و23 إصابة” سقطوا خلال قصف طال شارع صلاح الدين، أحد الطرق الرئيسية التي يعتمد عليها المدنيون في الوصول لنقاط المساعدات.

الجيش الإسرائيلي يمتنع عن التعليق

ورغم توثيق هذه الهجمات من قبل فرق الإسعاف وشهود العيان، رفض الجيش الإسرائيلي الإدلاء بأي تعليق، مكتفيًا بإصدار أوامر جديدة بإخلاء المناطق الساحلية شمال غزة، في إطار ما وصفه بـ”توسيع العمليات العسكرية”.

ردود سياسية: انقسام داخلي ودعوات للهدنة

وفي الداخل الإسرائيلي، أطلق زعيم المعارضة يائير لبيد تصريحًا لافتًا، أكد فيه أن “إسرائيل لم يعد لديها أي مصلحة في مواصلة الحرب في غزة”، داعيًا إلى مراجعة الأهداف والتوجه نحو تسوية سياسية.

من جانبه، قال وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر إن بلاده وافقت على المقترح الأمريكي الأخير لوقف إطلاق النار وإبرام صفقة تبادل أسرى، متهمًا حركة حماس بالتعطيل، رغم أن قطر، الوسيط الرئيسي، أكدت وجود “عناصر مشجعة لاستئناف المفاوضات”.

الوضع الإنساني على شفير الانهيار

تأتي هذه المجزرة في وقت يصف فيه مراقبون الوضع الإنساني في غزة بالكارثي، وسط استمرار انقطاع الكهرباء، وشح المواد الغذائية والمياه، وعجز المستشفيات عن استيعاب الأعداد المتزايدة من الجرحى.

وتُعد هذه المجزرة واحدة من أكثر الأيام دموية منذ انتهاء الهدنة القصيرة في 24 يونيو، التي تلت 12 يومًا من الحرب بين إسرائيل وإيران عبر وكلائها في غزة ولبنان.


وسط التصعيد المتواصل، تبدو الجهود الدولية مقيدة أمام تعنّت الأطراف وتفاقم المعاناة الميدانية، فيما تبقى أرواح المدنيين، كما في كل مرة، هي الضحية الأولى والأكبر لهذا النزاع المستمر.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى