
كشفت جليليان سيغال، المبعوثة الخاصة للحكومة الأسترالية لمكافحة معاداة السامية، عن تصاعد مقلق في الهجمات المعادية لليهود داخل أستراليا، حيث ارتفعت هذه الحوادث بنسبة 300% خلال عام واحد، خصوصاً منذ اندلاع الحرب في غزة في أكتوبر 2023.
وفي مؤتمر صحفي عقدته الخميس، عبّرت سيغال عن قلقها البالغ إزاء الوضع الأمني الذي تعيشه الجالية اليهودية، مؤكدة أن “اليهود الأستراليين يواجهون تهديدات حقيقية، وحوادث عنف، وتخريب متكرر لمعابدهم وممتلكاتهم”.
وقالت سيغال:
“لقد شهدنا إحراق سيارات، وإضرام النار في معابد، وتعرض أفراد من الجالية لهجمات ومضايقات. هذا ليس نمطًا معزولًا بل سلوك منهجي ومتصاعد يهدف إلى الترهيب وبث الخوف”.
تداعيات الحرب في غزة تطال الداخل الأسترالي
ويأتي هذا التصعيد في أعقاب الهجوم الذي شنّته حركة حماس على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، والذي أشعل الحرب المستمرة في قطاع غزة، ما أدى إلى توترات عالمية وارتفاع مستويات التوتر المجتمعي، وخصوصًا في البلدان الغربية ذات الجاليات اليهودية والعربية الكبيرة.
توصيات وتحذيرات
وأصدرت سيغال، منذ توليها منصبها قبل عام، سلسلة من التوصيات لمكافحة هذا التصاعد، مشددة على أن سلامة المجتمع اليهودي جزء لا يتجزأ من الأمن المجتمعي العام في أستراليا.
وأضافت:
“يجب أن يكون هذا مصدر قلق لكل الأستراليين، لأن الاعتداء على جالية دينية هو اعتداء على قيمنا الوطنية ومبادئنا الإنسانية المشتركة“.
بين مكافحة الجريمة والكراهية
وفي سياق متصل، كانت الشرطة الأسترالية قد أعلنت في وقت سابق عن توقيف أفراد على صلة بالجريمة المنظمة تورطوا في تنفيذ هجمات ذات طابع معادٍ للسامية، ضمن استراتيجية لإشغال الأمن وتشتيت الانتباه.
تصاعد معاداة السامية في أستراليا بات ظاهرة خطيرة تهدد النسيج الاجتماعي، في وقت تُطالب فيه الحكومة والمجتمع المدني باتخاذ إجراءات عاجلة لحماية الجاليات المستهدفة وتعزيز ثقافة التعايش ونبذ الكراهية.