
أعلنت الحكومة الإسرائيلية، الخميس، أنها تسلمت رسميًا رد حركة حماس على مقترح الهدنة في قطاع غزة، بعد أكثر من أسبوعين من المفاوضات غير المباشرة التي جرت بوساطة قطرية وأمريكية ومصرية في العاصمة الدوحة.
وأكد مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو في بيان مقتضب أن “الوسطاء قدموا رد حماس إلى فريق التفاوض الإسرائيلي، وهو قيد الدراسة حالياً”.
تعديلات حماس: وقف دائم للحرب وانسحاب تدريجي
من جهتها، أوضحت حماس أن الرد أُرسل فجر الخميس، مرفقًا بـ”ملاحظات الفصائل الفلسطينية”، ويتضمن تعديلات جوهرية تهدف إلى إنهاء الحرب بشكل دائم، وضمان تدفق المساعدات الإنسانية، إضافة إلى وضع آلية لانسحاب تدريجي للقوات الإسرائيلية من القطاع.
ونقلت وكالة فرانس برس عن مصادر فلسطينية مطلعة أن الحركة اقترحت انسحاب القوات الإسرائيلية من التجمعات السكنية وطريق صلاح الدين الذي يربط شمال غزة بجنوبها، مع بقاء الجيش الإسرائيلي على عمق لا يتجاوز 800 متر من الحدود الشرقية والشمالية.
كما شمل الرد مطلبًا بزيادة عدد الأسرى الفلسطينيين ذوي الأحكام العالية أو المؤبدة المفرج عنهم في إطار صفقة تبادل الأسرى مقابل كل جندي إسرائيلي حي، على أن تستمر المفاوضات حتى التوصل إلى اتفاق نهائي.
هدنة مؤقتة وتبادل تدريجي للرهائن والمعتقلين
تستند المبادرة الجاري بحثها إلى هدنة لمدة 60 يوماً تشمل تبادلًا تدريجيًا للرهائن الإسرائيليين والمعتقلين الفلسطينيين، مع ضمان وصول المساعدات، وإتاحة فرص لإعادة الإعمار، وإعادة النازحين.
ورغم أن المقترح لا يضمن وقفًا دائمًا للعمليات العسكرية، فإن الضغوط الإنسانية والدولية المتزايدة على أطراف النزاع قد تعزز فرص تحقيق تقدم في هذه الجولة من المفاوضات، التي توصف بأنها الأكثر جدية منذ اندلاع الحرب في أكتوبر 2023.
موقف إسرائيل: الهدنة مشروطة بتفكيك حماس
ورغم نبرة التفاؤل الحذرة، تُصر إسرائيل على أن أي اتفاق نهائي يجب أن يتضمن تفكيك البنية العسكرية لحركة حماس، وهو ما ترفضه الحركة، التي تؤكد على حقها في المقاومة وتطالب بوقف الحرب قبل أي مناقشات أمنية طويلة الأمد.
السياق الإنساني: تحذيرات من “مجاعة جماعية”
يأتي هذا التطور السياسي في وقت تفاقمت فيه الكارثة الإنسانية في غزة، حيث حذرت أكثر من 100 منظمة غير حكومية من “مجاعة جماعية” تهدد أكثر من مليوني فلسطيني، في ظل الحصار الإسرائيلي المشدد، وتعطّل وصول المساعدات الغذائية والطبية.
وتأمل الجهات الدولية الراعية للمفاوضات في أن يسهم اتفاق الهدنة المحتمل في تخفيف المعاناة الإنسانية وفتح الباب أمام تسوية سياسية أوسع تُنهي الحرب المستمرة منذ نحو 21 شهرًا.
خاتمة
بينما تدرس إسرائيل الرد الفلسطيني، يبقى مستقبل المفاوضات مرهونًا بإرادة سياسية حقيقية لتجاوز الشروط المتبادلة، وسط ضغوط دولية متزايدة لإنهاء واحدة من أكثر الحروب دمارًا في تاريخ النزاع الإسرائيلي-الفلسطيني.