
أكدت الجزائر، في رد حازم على الحملة الإعلامية والسياسية التي تقودها جهات فرنسية، أن العفو الرئاسي الصادر بمناسبة عيد الاستقلال لم يشمل الكاتب بوعلام صنصال، في إشارة واضحة إلى رفض الجزائر لأي ضغوط أو ابتزاز خارجي يمس بسيادتها.
وفي بيان سياسي ضمني، حمل نبرة دفاع شرعي عن السيادة الوطنية، جاء الرد الجزائري ليُدحض ما وصف بـ”الافتراءات التي تروج لها أبواق اليمين الفرنسي المتطرف وشبكات بولوري الإعلامية”، والتي اتُهمت بالسعي لتشويه صورة الجزائر واستغلال قضية صنصال لإعادة بعث خطاب كراهية واستعلاء استعماري.
قضية صنصال.. ذريعة لحملة موجهة
ووفق مصادر جزائرية، فإن بوعلام صنصال “ليس رهينة” كما تزعم بعض الأصوات الفرنسية، بل هو مواطن جزائري حوكم وفقًا لقوانين البلاد في قضية تتعلق بالوحدة الوطنية، وهي خط أحمر لا مساومة فيه.
وأعرب مراقبون عن استغرابهم من الكيل بمكيالين، متسائلين عن صمت فرنسا إزاء أكثر من 2200 مواطن فرنسي معتقلين حول العالم، في حين تُثار الضجة فقط عندما يتعلق الأمر بالجزائر.
حرب الذاكرة تعود؟
الخطاب الفرنسي الذي وُصف بـ”العدائي” أعاد إلى الأذهان، بحسب مراقبين جزائريين، روائح منظمة الجيش السري الفرنسية (OAS)، إذ تكررت عبارات تحريضية عبر منابر إعلامية فرنسية، أبرزها دعوات لاختطاف دبلوماسيين جزائريين أطلقها الكاتب باسكال بروكنر على قناة “لوفيغارو”، وعبارات عنصرية اعتُبرت “إهانة لشعب بأكمله”.
ووصفت الجزائر هذه التصريحات بأنها استفزاز صريح، وتكرار لممارسات استعمارية لفظها التاريخ والشعوب، معتبرة أن الهجوم على الجزائر ليس سوى محاولة لتصدير أزمات داخلية فرنسية متصاعدة تشمل تفككًا اجتماعيًا، وأزمة اندماج، واحتقانًا متناميًا في الشارع.
الجزائر ترد بثبات
في المقابل، شدد الرد الجزائري على أن سيادة البلاد ليست قابلة للمساومة، وأن العدالة الجزائرية لا تخضع لإملاءات خارجية، أيا كان مصدرها.
وجاء في التصريحات: “فليواصلوا نباحهم.. الجزائر واقفة، وفية لمبادئها، وغيورة على سيادتها. حتى أقذر لعاب بولوري لن يلطخ بياض الجزائر”. في تأكيد على أن الزمن الاستعماري قد ولى بلا رجعة.
خلاصة
تعكس هذه الأزمة الإعلامية والسياسية تصاعد التوتر بين الجزائر وبعض الدوائر الفرنسية المتطرفة، لكنها في ذات الوقت، تعزز من تمسك الجزائر بمواقفها السيادية، ورفضها لأي شكل من أشكال الوصاية أو التهديد.
وفيما يستمر السجال، تبقى الجزائر، كما جاء في خطابها، متمسكة بتاريخها ومبادئها، رافضة “لابتزاز إعلامي مغلف بشعارات حرية التعبير، يخفي في طياته حنينًا مريضًا إلى ماضٍ بائد”.
المصدر: [وأج] – وحدة التحرير السياسية