
تشهد جنوب أوروبا تصاعداً خطيراً في حرائق الغابات، وسط موجات حر غير مسبوقة تضرب فرنسا وإسبانيا، ما تسبب في إغلاق مطار مارسيليا الحيوي، واحتراق نحو 3 آلاف هكتار من الأراضي الغابية في كاتالونيا الإسبانية.
في فرنسا، اندلع حريق ضخم قرب بلدة بين-ميرابو جنوب البلاد، على مسافة قريبة من مطار مارسيليا بروفانس، ما دفع السلطات إلى تعليق حركة الطيران بالكامل منذ ظهيرة اليوم الثلاثاء. وتم إلغاء عشرات الرحلات، بينها رحلات نحو بروكسل، ميونيخ ونابولي، فيما تم تحويل مسارات عدد من الطائرات إلى مطارات نيس ونيم ومرافق إقليمية أخرى، بحسب ما أفاد به المتحدث الرسمي باسم المطار، الذي يُعد رابع أكبر مطار في فرنسا.
الحريق، الذي انتشر بسرعة بفعل الرياح القوية وجفاف النباتات، أجبر السلطات المحلية على إخلاء مجمّعين سكنيين، فيما استنفرت فرق الإطفاء جهودها لمنع وصول النيران إلى دار للمسنين مجاورة.
أما في إسبانيا، فقد اشتعل مساء الاثنين حريق هائل في متنزه الس بورتس الطبيعي قرب تاراغونا شمال شرق البلاد. وأتت النيران حتى مساء الثلاثاء على ما يقارب 2899 هكتاراً من الغابات، في ظل رياح بلغت سرعتها 90 كلم/ساعة، ما عقّد عمليات الإخماد.
السلطات طلبت من نحو 18 ألف ساكن في المناطق المحاذية للحريق البقاء في منازلهم حفاظاً على سلامتهم، فيما نُشر أكثر من 300 عنصر إطفاء مدعومين بوسائل جوية، وانضم إليهم جنود من وحدة الطوارئ العسكرية الإسبانية.
وأشارت مسؤولة الأمن في كتالونيا، نوريا بارلون، إلى أن الوضع “يبقى حساساً ويتطلب تعبئة مستمرة”، مشيرة إلى أن بعض سكان منطقة مورسيا الواقعة على بعد 400 كلم، اشتمّوا رائحة دخان، ما يؤكد شدة الحريق.
بحسب الوكالة الإسبانية للأرصاد الجوية، سجلت البلاد أعلى متوسط حرارة لشهر يونيو في تاريخها، ما يزيد من خطورة اندلاع الحرائق. وأضافت الوكالة أن وتيرة موجات الحر تضاعفت ثلاث مرات خلال العقد الأخير، بفعل تغير المناخ.
ويؤكد خبراء أن الاحتباس الحراري الناتج عن النشاط البشري لا يزيد فقط من عدد حرائق الغابات، بل يطيل مدتها ويجعلها أكثر تدميراً.