دولي

تصعيد خطير في سوريا: إسرائيل تقصف مقار سيادية ودمشق تطالب مجلس الأمن بالتحرك

شهدت الأزمة السورية تطورًا خطيرًا جديدًا بعد أن شنّت إسرائيل، الأربعاء، سلسلة من الضربات الجوية استهدفت مقر الأركان العامة ومحيط القصر الرئاسي في العاصمة دمشق وجنوب البلاد، ما أدى إلى موجة إدانات دولية ومطالبات بوقف التصعيد الفوري.

وقالت الخارجية السورية في بيان رسمي إن هذه الضربات “تشكل عدوانًا مباشرًا وخطيرًا“، محملة إسرائيل “المسؤولية الكاملة عن هذا التصعيد وتداعياته”، مؤكدة في الوقت نفسه احتفاظها بكافة الحقوق المشروعة للدفاع عن السيادة الوطنية وفقًا للقانون الدولي.

مجلس الأمن أمام اختبار جديد

وطالبت سوريا مجلس الأمن الدولي بعقد جلسة طارئة لبحث عواقب الهجوم، خاصة وأنه استهدف مواقع حساسة تعتبر رموزًا سيادية، وهو ما وصفته دمشق بأنه “تصعيد غير مسبوق”، يتزامن مع توتّر داخلي في محافظة السويداء ذات الغالبية الدرزية، على خلفية اشتباكات بين قوات حكومية ومسلحين دروز.

تل أبيب تُحذّر وواشنطن تُحاول التهدئة

من جهته، حذر وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس النظام السوري من “التدخل في شؤون الدروز”، مطالبًا إياه بسحب قواته من السويداء. وأكدت تل أبيب أنها استهدفت “أهدافًا عسكرية تهدد أمن إسرائيل في جنوب سوريا”، دون أن تشير إلى نية التصعيد الشامل.

في المقابل، أعرب وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو عن “قلقه العميق” إزاء الوضع في جنوب سوريا، مؤكدًا أن الإدارة الأمريكية تُجري اتصالات عاجلة مع الجانبين لـ**”احتواء التصعيد خلال الساعات المقبلة”**، محذرًا من أن استمرار القصف قد يؤدي إلى “سوء فهم خطير”.

إدانات دولية واسعة

الردود الدولية لم تتأخر، إذ دعت الاتحاد الأوروبي إسرائيل إلى “وقف فوري” لضرباتها، محذرًا من أن استهداف مؤسسات مركزية في دمشق قد يعرض حياة المدنيين للخطر، ويهدد مسار العملية السياسية الانتقالية في سوريا.

أما تركيا فقد وصفت الهجمات بأنها “فعل تخريبي ضد جهود السلام”، بينما أكدت الإمارات رفضها القاطع لأي “انتهاك للسيادة السورية”، منددة بالغارات الجوية التي “تزيد من هشاشة المنطقة”.

وفي ذات السياق، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى وقف فوري للتصعيد، مطالبًا كافة الأطراف بضبط النفس وتجنب استهداف المدنيين.

كما طالبت فرنسا بإنهاء “الانتهاكات ضد المدنيين في السويداء”، داعية لحماية السكان من أي أعمال انتقامية أو تصفية حسابات سياسية.


🔍 خلفية المشهد:

يأتي هذا التصعيد في وقت يشهد فيه الجنوب السوري حالة احتقان غير مسبوقة، وسط اتهامات توجهها مجموعات درزية للحكومة باستخدام القوة المفرطة، بينما تخشى إسرائيل من تنامي نفوذ جماعات مسلحة على حدودها الشمالية.


تحليل:
الضربات الإسرائيلية الأخيرة تعكس تحولًا استراتيجيًا خطيرًا في قواعد الاشتباك بين تل أبيب ودمشق، خاصة مع استهداف مواقع سيادية كبرى. وبينما تطالب الدول الكبرى بخفض التوتر، تبدو المنطقة أمام مفترق حاد قد يعيد إشعال جبهات راكدة منذ سنوات، وسط فراغ سياسي وتراجع قدرة المجتمع الدولي على فرض التهدئة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

‫4 تعليقات

اترك رداً على Joint Restore إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى