
منظمة الصحة العالمية: “مجاعة جماعية” في غزة نتيجة الحصار الإسرائيلي
غزة – 24 يوليو 2025 | فرانس 24
في تحذير بالغ الخطورة، أعلنت منظمة الصحة العالمية، الأربعاء، أن قطاع غزة يواجه “مجاعة جماعية” ناجمة عن الحصار الإسرائيلي المشدد ومنع دخول المساعدات الإنسانية، مؤكدة أن الوضع الإنساني في القطاع بلغ مرحلة حرجة مع ارتفاع وفيات الأطفال وانتشار سوء التغذية بشكل غير مسبوق.
وقال المدير العام للمنظمة، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، في مؤتمر صحفي من جنيف:
“لا أجد وصفًا آخر سوى مجاعة جماعية… إنها من صنع الإنسان بشكل واضح. الحصار هو السبب”.
وجاء التحذير بعد أن أطلقت أكثر من 100 منظمة إغاثة نداءً عاجلًا لحل أزمة الغذاء والدواء في القطاع، في وقت تتكدس فيه أطنان من المساعدات على الحدود، دون السماح بإدخالها بشكل كافٍ.
وفيات بسبب الجوع وارتفاع معدلات سوء التغذية
وفق وزارة الصحة في غزة، ارتفع عدد ضحايا الجوع إلى 111 فلسطينيًا، بينهم 21 طفلًا دون سن الخامسة توفوا منذ بداية عام 2025 نتيجة مضاعفات سوء التغذية، فيما تشير تقديرات منظمة الصحة العالمية إلى أن الأرقام الحقيقية قد تكون أعلى بكثير.
كما كشف ممثل المنظمة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، ريك بيبركورن، أن 5100 طفل أُدخلوا إلى برامج علاج سوء التغذية خلال شهر يوليو فقط، بينهم 800 طفل يعانون من الهزال الشديد.
ووفق تقارير المنظمة، فإن مراكز العلاج تجاوزت طاقتها الاستيعابية وتفتقر إلى الإمدادات الحيوية، بينما يعاني نحو 10% من السكان الذين خضعوا للفحص من سوء تغذية حاد أو متوسط، وتصل النسبة بين النساء الحوامل إلى 20%.
موقف إسرائيل: نفي وتحميل حماس المسؤولية
من جانبها، نفت الحكومة الإسرائيلية مسؤوليتها عن الأزمة الإنسانية في غزة، حيث قال المتحدث باسم الحكومة، ديفيد مينسر:
“لا توجد في غزة مجاعة تسببت بها إسرائيل… المعاناة موجودة لأن حماس افتعلتها”.
وأكد الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ، خلال زيارة نادرة لقواته في غزة، أن بلاده “تتصرف وفق القانون الدولي”، مشددًا على أن إدخال المساعدات يخضع لاعتبارات أمنية تهدف لمنع تسللها إلى الجماعات المسلحة.
وتقول إسرائيل إنها أوقفت إدخال الغذاء بالكامل في مارس الماضي، ثم أعادت السماح لبعض الشحنات بالدخول في مايو “بشروط”، لكن منظمات الإغاثة تؤكد أن ما يصل للمدنيين “غير كافٍ إطلاقًا”.
مناشدات دولية وتصاعد التنديد
وسط هذا التصعيد، تتزايد الاحتجاجات والمطالب الدولية بإنهاء أساليب “التجويع المتعمد”، حيث خرجت مظاهرات في نيويورك وواشنطن خلال الأيام الأخيرة، طالبت بوقف الحصار وفتح ممرات إنسانية عاجلة.
ويحذر مراقبون من أن استمرار القيود على المساعدات قد يؤدي إلى انهيار تام في القطاع الصحي والإنساني في غزة، التي يعيش فيها نحو 2.2 مليون نسمة، معظمهم باتوا يعتمدون على المعونات الدولية للبقاء على قيد الحياة.
خاتمة
مع استمرار القيود الإسرائيلية وتفاقم الكارثة الغذائية، تؤكد منظمة الصحة العالمية أن الوقت ينفد، مشددة على أن “إنقاذ الأرواح في غزة لم يعد مجرد مسألة إغاثية بل واجب إنساني عاجل“، داعية إلى رفع الحصار فورًا والسماح بدخول الإمدادات بشكل آمن ومنتظم.