
كشفت مناقشات وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، السبت 30 أوت 2025، عن انقسامات حادة بين الدول الأعضاء بشأن الموقف من الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، في وقت حذرت فيه اللجنة الدولية للصليب الأحمر من خطط إسرائيل لإخلاء مدينة غزة من سكانها، معتبرة أن العملية “غير قابلة للتنفيذ وغير مفهومة” في الظروف الراهنة.
انقسام داخل الاتحاد الأوروبي
وخلال اجتماع في العاصمة الدانماركية كوبنهاغن، أقرت كايا كالاس، مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، بوجود “انقسام شديد” بين وزراء التكتل، محذرة من أن غياب صوت موحد “يقوض مكانة الاتحاد على الساحة العالمية”.
دول مثل إيرلندا وإسبانيا والسويد وهولندا طالبت بتعليق اتفاقية التجارة الحرة مع إسرائيل وفرض ضغوط اقتصادية صارمة، بينما رفضت دول أخرى حليفة تقليدية لتل أبيب، مثل ألمانيا والمجر وجمهورية التشيك، المضي في هذا الاتجاه.
وزير الخارجية الإيرلندي سايمون هاريس شدد قائلاً: “إذا لم يفرض الاتحاد الأوروبي عقوبات الآن، فمتى سيفعل؟ الأطفال في غزة يتضورون جوعاً”.
الصليب الأحمر: الإجلاء “مستحيل”
بالتوازي، رفضت رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر، ميريانا سبولياريتش، خطط إسرائيل لإخلاء مدينة غزة تمهيداً لسيطرة عسكرية، مؤكدة في بيان رسمي أن “تنفيذ إجلاء جماعي بطريقة آمنة وكريمة أمر مستحيل في ظل الدمار الهائل ونقص الغذاء والماء والملاجئ والرعاية الطبية”.
وأوضحت أن المدنيين في غزة “يعانون من صدمات متواصلة نتيجة القتال، ويواجه كثير منهم المرض والجوع والعجز عن التنقل”، مضيفة أن أي عملية إخلاء يجب أن تترافق وفق القانون الدولي الإنساني بظروف لائقة من ملجأ وغذاء ورعاية، وهو ما “يتعذر تحقيقه حالياً”.
تحذيرات من كارثة إنسانية
سبولياريتش حذرت من أن أي تصعيد إضافي “لن يؤدي سوى إلى مزيد من القتلى والنزوح”، مجددة الدعوة إلى وقف فوري لإطلاق النار، وإدخال المساعدات على نطاق واسع، إلى جانب مطالبة حركة حماس بالإفراج عن الرهائن المتبقين لديها.
ويعكس هذا المشهد هشاشة الموقف الأوروبي تجاه الصراع، مقابل تفاقم الأزمة الإنسانية في القطاع الذي يعيش واحدة من أسوأ الكوارث منذ عقود.



