دولي

غزة تحت النار: تصعيد إسرائيلي دموي وروبيو في تل أبيب لتجديد الدعم الأميركي

غزة – 14 سبتمبر 2025
دخلت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة يومها الـ709 وسط تصعيد دموي غير مسبوق، تمثل في قصف جوي ومدفعي مكثف استهدف مدينة غزة وأحيائها المكتظة بالنازحين. وأفادت مصادر طبية بأن 48 فلسطينياً استشهدوا منذ فجر الأحد، بينهم أطفال ونساء، فيما تواصل قوات الاحتلال سياسة تدمير الأبراج والمنازل والملاجئ لدفع السكان نحو التهجير القسري جنوب القطاع.

استهداف المدنيين وتفاقم الكارثة الإنسانية

الهجمات الأخيرة طالت الجامعة الإسلامية التي كانت تؤوي نازحين، إضافة إلى برج مهنا وبرج الكوثر في حي الرمال، بعدما أُجبر سكانهما على الإخلاء. كما استشهد 6 فلسطينيين بينهم أطفال في قصف استهدف خيمة نازحين في دير البلح.

وزارة الصحة في غزة أعلنت ارتفاع عدد ضحايا سوء التغذية والمجاعة إلى 422 شهيداً بينهم 145 طفلاً، في ظل الحصار الإسرائيلي الخانق ونقص الإمدادات الطبية والإنسانية.

من جهتها، حذرت وكالة الأونروا من أن مدينة غزة “تتحول إلى أرض قاحلة غير صالحة للحياة”، مؤكدة أن آلاف العائلات تُجبر يومياً على النزوح سيراً على الأقدام وسط انعدام الملاجئ الآمنة.

زيارة أميركية مثيرة للجدل

على الصعيد السياسي، وصل وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو إلى إسرائيل لتجديد دعم واشنطن لها، وذلك بعد أيام فقط من القصف الإسرائيلي الذي استهدف العاصمة القطرية الدوحة في محاولة لاغتيال قادة من حركة حماس.

ورغم الانتقادات الإقليمية والدولية، شدد روبيو على أن “علاقات بلاده مع إسرائيل ثابتة”، معتبراً أن استهداف قادة حماس لن يغير في طبيعة الشراكة بين الجانبين.

لكن هذه الزيارة تزيد من حدة التوتر مع قطر، التي تُعد طرفاً أساسياً في الوساطة إلى جانب مصر والولايات المتحدة في محاولات التوصل إلى هدنة وإطلاق سراح الأسرى.

انقسام داخل إسرائيل وضغوط متزايدة

في الداخل الإسرائيلي، اعترف الجيش بتدمير عدد من الأبراج السكنية في غزة، فيما أكدت صحيفة هآرتس أن 55% من جرحى الحرب الإسرائيليين يعانون من اضطرابات نفسية.

في المقابل، صعّدت عائلات الأسرى الإسرائيليين انتقاداتها لرئيس الوزراء بنيامين نتانياهو، معتبرة أنه “العقبة الأساسية” أمام أي اتفاق مع حماس، وأنه “يُفشل عمداً” محاولات إبرام صفقة تبادل.

مشهد ضبابي

بينما تواصل إسرائيل سياسة الأرض المحروقة في غزة، تسعى لفرض سيطرتها على المدينة المنكوبة، في وقت تزداد فيه العزلة الدولية على خلفية الجرائم المرتكبة، خصوصاً مع اقتراب انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة التي قد تشهد اعترافاً متزايداً بدولة فلسطين.

الوضع في غزة يبدو متجهاً نحو مزيد من المأساة، مع تصاعد أعداد الشهداء، استمرار التهجير، وتفاقم المجاعة، مقابل إصرار إسرائيلي على الحسم العسكري بدعم أميركي معلن.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى