
🕓 الدار البيضاء – 6 أكتوبر 2025
في الوقت الذي يستعد فيه المغرب لاستضافة كأس العالم 2030 إلى جانب إسبانيا والبرتغال، تفجّرت موجة احتجاجات شبابية غير مسبوقة تقودها مجموعة تُطلق على نفسها اسم “جيل زد 212”، ما كشف عن فجوة متزايدة بين الإنجازات التنموية التي تروّجها الدولة وبين المطالب الاجتماعية في مجالات الصحة والتعليم والعدالة الاجتماعية.
انطلقت شرارة هذه المظاهرات في 27 سبتمبر/أيلول الماضي عبر دعوات على مواقع التواصل الاجتماعي، وسرعان ما تحولت إلى احتجاجات واسعة في عدد من المدن المغربية، قبل أن تمتد إلى المناطق القروية. وأسفرت الأحداث عن مقتل ثلاثة أشخاص واعتقال أكثر من 400 متظاهر، لتُعدّ الأكبر منذ احتجاجات 2011 والأعنف منذ حراك الريف سنة 2016.
ورغم المؤشرات الاقتصادية الإيجابية، إذ يتوقع بنك المغرب نمواً بنسبة 4.6% هذا العام، ورفعت وكالة ستاندرد آند بورز التصنيف الائتماني للمملكة، فإن المحتجين يعتبرون هذه الأرقام “لا تعكس الواقع المعيشي اليومي”.
وقد عبّر المتظاهرون عن غضبهم بشعار “لا نريد كأس العالم.. الصحة أولاً”، عقب حادثة وفاة ثماني نساء أثناء الولادة في مستشفى أكادير.
🗣️ شهادات من الميدان
قال ناجي عشوي، طالب طب يبلغ من العمر 24 عاماً:
“أعمل في غرفة طوارئ تفتقر إلى أبسط المعدات. أرى الناس تعاني يومياً بسبب تدهور المستشفيات العمومية.”
وفي السياق ذاته، أوضحت الطالبة جيهان رطمة من مدينة سلا أن “جيل الشباب يشعر بأنه ضحية السياسات العمومية”، مشيرةً إلى أن ربع الشباب المغربي من الفئة العمرية بين 15 و24 سنة خارج التعليم والعمل والتدريب، حسب تقارير المجلس الاقتصادي والاجتماعي.
💻 الفضاء الرقمي… ساحة جديدة للاحتجاج
برزت حركة “جيل زد 212” عبر منصات ديسكورد وتيك توك وإنستغرام، حيث قفز عدد متابعيها من ثلاثة آلاف إلى أكثر من 188 ألفاً في أسبوع واحد، مما جعلها المحرك الأساسي للمظاهرات المفاجئة التي أربكت السلطات.
وقال المسؤول الأمني المتقاعد محمد أكضيض:
“لقد دفنت الحكومة والبرلمانيون رؤوسهم في الرمل، وتركوا قوات الأمن تواجه نتائج فشل السياسات العمومية.”
📍 الريف والقرى.. بؤر الغضب الصامت
في المناطق القروية، خاصة آيت عميرة، كان الطابع العنيف للاحتجاجات أكثر وضوحاً. وأوضح الباحث الاجتماعي خالد ألعيوض أن “آيت عميرة تعيش فوق براميل قابلة للانفجار”، محذّراً من التهميش المزمن ونقص الخدمات.
كما كشفت استطلاعات حديثة عن تراجع الثقة في الأحزاب السياسية إلى 33% في 2023 مقابل 50% في العام السابق، ما يعكس أزمة ثقة متصاعدة في المؤسسات الرسمية.
🤝 تهدئة رسمية وترقب شعبي
بعد انحسار حدة التوتر، تبنّت الحكومة لهجة أكثر هدوءاً؛ إذ أقرّ وزير التشغيل يونس السكوري بمشروعية مطالب الشباب، ودعا رئيس الحكومة عزيز أخنوش إلى الحوار باعتباره “السبيل للمضي قدماً”.
ويرتقب أن يتطرق الملك محمد السادس إلى هذا الملف في خطاب افتتاح البرلمان المرتقب هذا الشهر، وسط آمال بأن يحمل رسائل تهدئة وإصلاح.
المجموعة الشبابية اختتمت بيانها باقتباس من خطاب الملك عام 2017 جاء فيه:
“إما أن تقوموا بمهامكم كاملة، أو أن تنسحبوا.”
📎 المصدر: فرانس24 – الأخبار المغاربية – رويترز.