
عززت حركة حماس انتشار قواتها الأمنية في مختلف مناطق قطاع غزة، وسط جهود لفرض النظام بعد الانسحاب الجزئي للقوات الإسرائيلية، في حين سُجلت اشتباكات داخلية ومقتل ستة فلسطينيين بنيران إسرائيلية رغم سريان الهدنة.
وشهدت مدن القطاع، منذ الإثنين، انتشارًا واسعًا لعناصر الأجهزة الأمنية التابعة لحماس، التي تولت تنظيم الشوارع والأسواق وضبط النظام العام، خاصة في المناطق التي تضررت بشدة خلال الحرب الأخيرة. وقال شهود عيان إن مقاتلي كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري للحركة، باتوا أكثر ظهورًا في الشوارع، لا سيما أثناء استقبال المعتقلين المفرج عنهم بموجب اتفاق تبادل الأسرى.
عمليات أمنية داخلية
بالتوازي، نفذت وحدات أمنية تابعة لحماس عمليات ضد جماعات مسلحة وعشائر محلية، يُشتبه في أن بعضها يحظى بدعم إسرائيلي. وقال مصدر أمني في غزة إن قوة “رادع” التابعة للحركة “تواصل عملياتها الميدانية لضمان الأمن والاستقرار”، مؤكدًا أن “لا مكان للخارجين عن القانون أو لمن يهددون أمن المواطنين”.
كما أعلنت وزارة الداخلية في غزة عن بدء فترة عفو عام تستهدف أفراد العصابات “غير المتورطين بالدماء”، في خطوة تهدف إلى استعادة السيطرة الأمنية بعد أسابيع من الفوضى.
فيديو لإعدامات ميدانية
وأثارت قناة الأقصى التابعة لحماس الجدل بعد بثها مقطع فيديو يُظهر إعدام ثمانية رجال ميدانيًا قالت إنهم “عملاء وخارجون عن القانون”. وأوضحت وكالة الأنباء الفرنسية أنها لم تتمكن من التحقق من صحة التسجيل أو تحديد زمانه ومكانه، ما أثار تساؤلات حول طبيعة الإجراءات الأمنية الجديدة في القطاع.
سقوط ضحايا رغم الهدنة
ورغم سريان اتفاق وقف إطلاق النار منذ الجمعة، أعلن الدفاع المدني الفلسطيني عن مقتل ستة فلسطينيين بنيران إسرائيلية الثلاثاء، بينهم خمسة في حي الشجاعية شرق مدينة غزة، وشخص آخر في خان يونس.
وقال المتحدث باسم الدفاع المدني محمود بصل إن الضحايا سقطوا برصاص ومسيرات إسرائيلية أثناء تفقدهم منازلهم المدمرة.
من جهته، قال الجيش الإسرائيلي إنه أطلق النار على “مشتبه بهم اقتربوا من الخط الأصفر”، واصفًا الحادث بأنه “خرق لاتفاق الهدنة”.
وردّ المتحدث باسم حماس حازم قاسم بالقول إن ما جرى “يمثل انتهاكًا واضحًا لاتفاق وقف إطلاق النار”، داعيًا الأطراف الدولية إلى “إلزام الاحتلال باحترام التزاماته”.
مشاعر متباينة بين السكان
في الأثناء، عبّر عدد من سكان غزة عن ارتياحهم لعودة قوات الأمن إلى الشوارع بعد أسابيع من الفوضى.
وقال المواطن أبو فادي البنّا (34 عامًا) من دير البلح: “بدأنا نشعر بالأمان مجددًا مع انتشار الشرطة وتنظيم الأسواق والطرق”.
أما حمدية شامية (40 عامًا)، النازحة من شمال القطاع إلى خان يونس، فأكدت أن “الحياة بدأت تستعيد بعض النظام بعد الفوضى، لكننا ما زلنا بحاجة إلى الصبر والأمن الحقيقي”.
ورغم تحسن نسبي في الوضع الميداني، يبقى الوضع في غزة هشًا، وسط مخاوف من انهيار الهدنة واستمرار الاشتباكات الداخلية والتوترات الأمنية داخل القطاع.
المصدر فرانس 24