أخبار

سوريا: اتفاق لوقف إطلاق النار مع جهاديين فرنسيين بعد اشتباكات دامية في إدلب

أكدت السلطات السورية الخميس أنها توصلت إلى اتفاق لوقف إطلاق النار مع مجموعة من الجهاديين الفرنسيين في محافظة إدلب، وذلك غداة اشتباكات عنيفة اندلعت قرب مخيم حارم بين قوات الأمن السورية ومقاتلين أجانب بقيادة الفرنسي – السنغالي عمر ديابي المعروف باسم عمر أومسن.

وبحسب مصادر ميدانية متطابقة، ينص الاتفاق على وقف كامل للأعمال القتالية وسحب الأسلحة الثقيلة من محيط المخيم، إلى جانب فتح الطريق أمام القوات الحكومية للدخول إلى المنطقة. كما تقرر إحالة قضية خطف فتاة – وهي سبب المواجهة المباشر – إلى وزارة العدل السورية، وتكليف ثلاثة جهاديين من آسيا الوسطى بمتابعة الملف قضائيًا.

وقال مصدر أمني في إدلب رفض الكشف عن هويته إن “الاتفاق نُفذ فعليًا صباح الخميس، وتم سحب الأسلحة الثقيلة، ووقف إطلاق النار ساري المفعول”.
وأكد جبريل المهاجر، نجل ديابي، عبر تطبيق واتساب، صحة الاتفاق وبنوده، مشيرًا إلى أن والده ما زال في المخيم مع عدد من مقاتليه.

ويُعد هذا التطور أول مواجهة رسمية تخوضها السلطات السورية الجديدة ضد جهاديين أجانب منذ سقوط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد، في وقت تسعى فيه الحكومة الانتقالية بقيادة أحمد الشرع إلى تقديم نفسها بصورة أكثر “اعتدالًا” أمام المجتمع الدولي.

ويقود ديابي، المصنف على القوائم الأمريكية كـ”إرهابي دولي”، فصيلاً يُعرف باسم “فرقة الغرباء” يتخذ من مخيم على أطراف مدينة حارم مقرًا له. ويضم الفصيل نحو خمسين مقاتلًا فرنسيًا مع أفراد عائلاتهم، وفق تقديرات أجهزة الأمن الفرنسية نهاية عام 2024.

وكان ديابي قد انتقل إلى سوريا عام 2013 بعد أن عمل سابقًا في مطعم بمدينة نيس الفرنسية، ليصبح لاحقًا أحد أبرز الوجوه الجهادية الفرنسية في الشمال السوري. واعتقلته هيئة تحرير الشام عام 2020 لمدة عام ونصف قبل أن تطلق سراحه في فبراير 2022.

ويواجه الشرع تحديات متزايدة في ملف المقاتلين الأجانب، إذ ترفض معظم الحكومات الأوروبية استعادة رعاياها، في حين يحاول النظام الانتقالي السوري دمج بعض الفصائل السابقة ضمن وزارة الدفاع لضمان الاستقرار في الشمال.

ويُنظر إلى الاتفاق الأخير في إدلب على أنه اختبار مبكر لقدرة دمشق الجديدة على احتواء الجماعات الجهادية الأجنبية، وعلى إدارة مرحلة ما بعد الحرب دون العودة إلى دائرة العنف والفوضى التي طبعت سنوات الصراع السابقة.

المصدر فرانس24 وكالات

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى