قسنطينة تحيي ذكرى نوفمبر بجلسة تاريخية بمكتبة مصطفى نطور

شهادة مجاهد توثق مسار كفاح من مقاعد الدراسة إلى ميادين الجهاد

قسنطينة تحيي الذكرى 71 لاندلاع الثورة التحريرية عبر جلسة ثورية نظمتها المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية بالتنسيق مع مديرية المجاهدين وذوي الحقوق، ضمن فضاء ثقافي يجمع الذاكرة الوطنية بشهادات حية تعيد رسم تفاصيل مرحلة صنعت استقلال الجزائر.

اللقاء حمل عنوان ذكريات مجاهد من مقاعد الدراسة إلى ساحات الجهاد وجمع مجاهد بوالمرقة عبد المالك الذي قدم شهادة استثنائية عن مساره النضالي، وهو الذي أنزل علم الاستعمار يوم 5 جويلية 1962 ورفع الراية الوطنية ببلدية ميلة إيذانا بالاستقلال. المنتدى افتتحته المديرة لوصيف راضية ونشطه الباحث في التاريخ هارون حماده.

المجاهد بوالمرقة قدم سردا دقيقا لانخراطه في الثورة في سن العشرين، وكيف انتقل من مقاعد الدراسة إلى صفوف جيش التحرير الوطني ليصبح مسؤولا عن الاتصالات والاخبار في الناحية الثالثة بالمنطقة الاولى، مستعرضا عمليات عسكرية شهدتها ميلة وتفاصيل معاناة المجاهدين بين الجبال وتضييق قوات الاحتلال.

وانطلق حديثه من إضراب الطلبة يوم 19 ماي 1956 بقسنطينة، حين أدرك أن الثورة بحاجة لشباب واع ومتعلم. ذلك الحدث كان نقطة تحول دفعته للصعود إلى الجبل والانضمام للمناضلين، مدعوما بأسرة ثورية آمنت بضرورة الجهاد لاسترجاع السيادة الوطنية.

كما تطرق إلى فترة تدريسه للتلاميذ قبل صعوده للجبل، ثم مهامه في تعليم المجاهدين فنون استعمال السلاح وادارة الاتصالات السرية. وروى تفاصيل رحلته إلى الحدود الجزائرية التونسية منتصف فيفري 1958 ضمن مجموعة موجهة للتكوين العسكري، قبل وقوعهم في كمين فرنسي أجبرهم على التفرق والعودة.

الجلسة ختمها المجاهد بتأكيد أن الاستعمار الفرنسي ترك وصمة عار في تاريخ الانسانية عبر التعذيب والتجويع والتهجير، مشددا على أن دماء الشهداء كانت الوقود الذي أنار درب الحرية وصنع استقلال الجزائر.