دولي

ما هي مضامين خطة ترامب للسلام في أوكرانيا؟ ولماذا رفضها زيلينسكي؟

أثارت خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنهاء الحرب في أوكرانيا جدلاً واسعاً في أوروبا وكييف، بعد تسريب تفاصيلها المكوّنة من 28 نقطة، والتي تتضمن تغييرات جذرية في الوضع السياسي والعسكري لأوكرانيا. وتخشى كييف أن تتحول الخطة إلى اتفاق مفروض عليها يمس بسيادتها ووحدة أراضيها.

فيما يلي أبرز ما تتضمنه الخطة، ثم أسباب رفض زيلينسكي لها.


أولاً: مضامين خطة ترامب للسلام في أوكرانيا

1. حياد أوكرانيا دستورياً

  • تُلزم الخطة كييف بإدراج بند في الدستور ينص على عدم الانضمام إلى الناتو.

  • بالمقابل، يتعهد الحلف بعدم نشر قواته في أوكرانيا.

2. مكاسب جغرافية كبيرة لروسيا

الخطة تمنح موسكو سيطرة دائمة على مناطق واسعة داخل أوكرانيا:

  • الاعتراف بمنطقتي لوغانسك ودونيتسك كأراضٍ روسية.

  • الاعتراف بسيادة روسيا على القرم.

  • تنازل كييف عن أجزاء من شرق أوكرانيا لموسكو.

  • قبول استمرار الاحتلال الروسي لأجزاء من خيرسون وزابوريجيا (تجميد الوضع العسكري).

في المقابل، ستعيد روسيا فقط “جيوباً صغيرة” من المناطق التي استولت عليها مؤخراً.

3. ضبط القدرات العسكرية الأوكرانية

  • تقليص عدد الجيش الأوكراني إلى 600 ألف جندي.

  • تقديم “ضمانات أمنية موثوقة” لكن غير محددة المعالم.

4. ترتيبات عسكرية إضافية

  • نشر طائرات مقاتلة أوروبية في بولندا لتعزيز أمن الناتو، ولكن دون وجود مباشر للحلف داخل أوكرانيا.

5. استمرار الضغط الزمني

ترامب وضع مهلة غير رسمية لرد كييف، ملمحاً إلى أن الرفض يعني “مواصلة القتال”.


ثانياً: لماذا رفض زيلينسكي خطة ترامب؟

رفض الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الخطة بشكل واضح، للأسباب التالية:


1. الخطة تعني عملياً “تقسيم أوكرانيا”

الخطة تمنح روسيا:

  • مزيداً من الأراضي،

  • اعترافاً دولياً بالسيطرة على شرق وجنوب البلاد.

وهو ما يعتبره زيلينسكي تنازلاً غير مقبول عن سيادة أوكرانيا ووحدتها.


2. تهديد للكرامة الوطنية

قال زيلينسكي إن الخطة تُجبر أوكرانيا على الاختيار بين:

  • فقدان الكرامة والسيادة،
    أو

  • فقدان دعم الحليف الأمريكي.

ووصفها بأنها “حياة بلا حرية، بلا كرامة، بلا عدالة”.


3. غياب عنصر الردع ضد روسيا

حلفاء كييف الأوروبيون أشاروا علناً إلى أن الخطة:

  • لا تحتوي أي آلية ردع،

  • ولا ضمانات تمنع موسكو من خرق الاتفاق والعودة للهجوم.

كما قال ماكرون: “الروس سيعودون ولن يفوا بوعدهم”.


4. استبعاد الأوروبيين من صياغة الخطة

شعرت باريس وبرلين ولندن بأن واشنطن فعلت الأمر من خلف ظهرها، وهو ما أثار قلقاً واسعاً في أوروبا.


5. قبول الخطة يعادل “استسلاماً سياسياً”

في نظر القيادة الأوكرانية:

  • الخطة تُشرعن احتلال روسيا،

  • تمنح مكافآت عسكرية وسياسية لموسكو،

  • وتُجبر كييف على التخلي عن حلم الانضمام للناتو.

لذلك قال زيلينسكي:
“لن أخون قسم الولاء لأوكرانيا.”


ثالثاً: موقف روسيا وترامب

بوتين: الخطة أساس جيد للتسوية

الرئيس الروسي أشاد بالمبادرة واعتبرها:

  • “أساساً لتسوية نهائية”،
    مما يعزز قناعة كييف أن الخطة منحازة بوضوح لصالح موسكو.

وحذر من أنه إذا رفضت أوكرانيا:

“ستتكرر أحداث كوبيانسك في مناطق أخرى”.

ترامب: على كييف أن تقبل أو تقاتل

قال ترامب:

“إذا لم تعجبهم… سيتعين عليهم مواصلة القتال.”

وحدد مهلة غير رسمية تنتهي بحلول عيد الشكر.


خلاصة

الخطة الأمريكية تقترح وقفاً للحرب مقابل تنازلات إقليمية وسياسية ضخمة من كييف، ومكاسب مباشرة لروسيا، دون ضمان ردع فعلي يمنع تجدد العدوان.

لذلك رفضتها القيادة الأوكرانية واعتبرتها اتفاق استسلام أكثر منها خطة سلام.

المصدر فرانس24 وكالات

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى