مسؤول تايواني يجري زيارة “سرية” إلى إسرائيل لتعزيز التعاون الدفاعي والتقني

ذكرت مصادر عدة أن نائب وزير الخارجية التايواني، فرانسوا وو، أجرى مؤخراً زيارة غير معلنة إلى إسرائيل، في خطوة تندرج ضمن جهود تايبيه لتعزيز التعاون الدفاعي والتقني مع تل أبيب، بحسب وكالة رويترز.

وتأتي هذه الزيارة في سياق توتر مستمر بين تايوان والصين، حيث تواجه تايبيه تهديدات عسكرية مستمرة من بكين التي تعتبر الجزيرة جزءًا من أراضيها، في حين أن إسرائيل لا تعترف رسميًا بتايوان، وإنما ببكين.

أبعاد الزيارة وأهدافها

يرى الخبير العسكري والاستراتيجي، د. محمد صالح الحربي، أن الزيارة لا تحمل أبعاداً استراتيجية كبيرة، وإنما تهدف إلى إرسال رسائل سياسية إعلامية لكل من الصين والمجتمع الدولي، إضافة إلى تعزيز التعاون في مجالات التكنولوجيا وأشباه الموصلات، التي تعتبر تايوان بارعة فيها، خصوصاً الرقائق الإلكترونية عالية الدقة التي تشكل أكثر من 50% من الإنتاج العالمي.

وقال الحربي: “إسرائيل ليست معنية بعلاقات دفاعية أو عسكرية متقدمة مع تايوان، ولا يمكن للزيارة أن تحقق توازنًا دفاعيًا مع الصين. الهدف الأساسي يبدو إعلاميًا وسياسيًا، وربما لتأكيد قدرة إسرائيل على الحفاظ على علاقاتها الدولية”.

التعاون الدفاعي والتكنولوجي

تسعى تايوان إلى الاستفادة من خبرات إسرائيل في مجال الدفاع الجوي، خاصة في ضوء تطوير نظامها الجديد متعدد الطبقات “تي-دوم”، الذي يشبه نظام القبة الحديدية الإسرائيلي، مع إدماج صواريخ باتريوت الأمريكية وصواريخ محلية مضادة للطائرات.

وأكد الحربي أن التعاون بين الطرفين في هذا المجال سيكون محدوداً، ومشروطًا بدعم أمريكي مباشر، إذ أن جميع منظومات الدفاع الكبرى في إسرائيل مدعومة من الولايات المتحدة، وهو ما يقلل من جدوى أي تعاون ثنائي مباشر بين تل أبيب وتايبيه.

الدوافع الإسرائيلية والسياسية

قد يكون الكشف عن الزيارة جزءًا من استراتيجية إسرائيلية لإظهار أنها لا تزال قادرة على إدارة علاقاتها الدولية، خصوصاً في أعقاب الأزمة في غزة، بحسب الحربي. كما يمكن أن يكون الهدف إرسال رسالة أمريكية غير مباشرة حول حاجة إسرائيل لأشباه الموصلات والتكنولوجيا التايوانية.

الخلاصة

بالرغم من أهمية التعاون في التكنولوجيا والدفاع، فإن ميزان القوى بين تايوان والصين يبقى شديد الاختلال لصالح الأخيرة، مما يجعل أي منظومة دفاع إضافية محدودة التأثير. وتظل تايوان تحت مظلة الدعم العسكري الأمريكي الكامل، مما يجعل أي تعاون ثنائي مع إسرائيل مجرد جزء محدود من شبكة علاقات دولية أكبر وأكثر تعقيدًا.

المصادر:

• وكالة رويترز

• حوار مع د. محمد صالح الحربي، خبير عسكري واستراتيجي