تصاعد إنساني مأساوي وسط نهب للمساعدات وجوع متفاقم
الشرق الأوسط | 23 مايو 2025
في ظل استمرار التدهور الإنساني الحاد في قطاع غزة، وصف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس الجمعة الوضع الحالي للفلسطينيين بأنه “قد يكون الفترة الأكثر وحشية في هذا النزاع القاسي”، وسط تصاعد العمليات العسكرية الإسرائيلية وتفاقم معاناة السكان المدنيين.
تصريحات غوتيريس جاءت في وقت شهدت فيه غزة أحداثاً مأساوية جديدة، أبرزها إعلان برنامج الأغذية العالمي عن تعرض 15 شاحنة تابعة له للنهب أثناء توجهها إلى المخابز التي يدعمها البرنامج جنوب القطاع.
مساعدات محدودة ونهب منظم
ورغم السماح بدخول بعض المساعدات الإنسانية عبر معبر كرم أبو سالم لأول مرة منذ أكثر من شهرين، إلا أن غوتيريس أكد أن ما تم إدخاله لا يمثل سوى “جزء بسيط” من الاحتياجات الحقيقية، مشيراً إلى أن فقط 115 شاحنة من أصل 400 تم جمع إمداداتها فعلياً.
وقال الأمين العام في تصريحات أدلى بها من نيويورك: “يتصاعد الهجوم العسكري الإسرائيلي مع مستويات مروعة من الموت والتدمير، في وقت تُترك فيه غزة لمواجهة مجاعة محتملة وظروف كارثية”.
قتلى وجرحى في غارات جديدة
في سياق ميداني متصل، أعلن الدفاع المدني في غزة مقتل 16 شخصاً في غارات جوية إسرائيلية استهدفت مناطق متفرقة من القطاع منذ منتصف ليل الخميس، إضافة إلى إصابة العشرات بجروح، بعضها في حالة حرجة.
وأفاد محمد المغير، مدير الإمداد الطبي في الدفاع المدني، بأن الغارات استهدفت منازل سكنية في وسط وجنوب القطاع، متسببة في دمار واسع وخسائر بشرية جسيمة.
الجوع يدفع إلى اليأس
وفي بيان صدر الجمعة، عبّر برنامج الأغذية العالمي عن قلقه البالغ من تدهور الوضع الأمني والإنساني، مؤكداً أن “الجوع واليأس والخوف من توقف دخول المساعدات يساهم في تفاقم انعدام الأمن”.
ودعا البرنامج السلطات الإسرائيلية إلى السماح بإدخال “كميات أكبر بكثير من المساعدات الغذائية، وبوتيرة أسرع”، منبهاً إلى أن الاحتياجات الحالية تتطلب تدفقاً “هائلاً ومنتظماً” للمساعدات.
تحذيرات من كارثة أوسع
من جانبه، صرّح فيليب لازاريني، المفوض العام لوكالة “الأونروا”، بأن عدد الشاحنات التي كانت تدخل غزة يومياً خلال وقف إطلاق النار الذي استمر لستة أسابيع بلغ بين 500 و600 شاحنة، مشيراً إلى أن الأرقام الحالية لا تواكب احتياجات السكان الذين “تعرّضوا لتجويع منهجي لأكثر من 11 أسبوعاً”.
وشدد لازاريني في منشور على منصة “إكس” على أن “ما نشهده من سرقة ونهب ليس مفاجئاً، بل نتيجة مباشرة لأزمة الجوع والحرمان التي يعيشها الناس يومياً”. ش ع
