
مقال بقلم منير قوعيش
مستغانم ـ
استهلّ السيّد نور الدين واضح، وزير اقتصاد المعرفة والمؤسَّسات الناشئة والمؤسَّسات المصغَّرة، زيارته الميدانية إلى ولاية مستغانم، صباح أمس، بالوقوف على مسار تحويل الجامعة إلى حاضنة فعلية لاقتصاد المعرفة. وكان في استقباله السيّد أحمد بودوح، والي الولاية، إلى جانب وفد رسمي ضمّ منتخبين ومحليّين وشركاء قطاعيّين.
داخل المعهد التكنولوجي بجامعة عبد الحميد بن باديس، اطّلع الوزير على سير حاضنة المؤسَّسات الناشئة ومركز تطوير المقاولاتية، حيث عاين أجهزة التكوين والتأطير المخصَّصة لتحويل الأفكار البحثية إلى مشاريع سوقية. وخلال جلسة حوار مفتوحة مع الطلبة والمكوَّنين، شدّد السيّد واضح على أنّ «دعم الابتكار الشبابي هو رهان استراتيجي لترسيخ اقتصاد متنوِّع قائم على المعرفة»، مؤكّدًا التزام وزارته بتوفير مسالك التمويل والمرافقة التقنية للروّاد الجامعيين.
وفي محطات الزيارة، حلّ الوزير بحي صلامندر أين عاين ورشة لإنتاج الصابون التقليدي والصحّي، مثنيًا على جهود أصحابها في تنويع النسيج الاقتصادي عبر استثمار الموارد الطبيعية المحلية. بعدها، زار مقرّ شركة «SEFRONE» ذات المسؤولية المحدودة (تأسست 2022)، والمتخصِّصة في تطوير الحلول المعلوماتية الموجَّهة لقطاع الـ FinTech. وقدّم مسيّرو الشركة عرضًا حول إنجازاتهم التي تُوِّجت بـ 14 مشروعًا مكتملًا وامتداد نشاطهم إلى الجزائر وأوروبا ودول الخليج، بدعم طاقم يضمّ 15 موظفًا وأربعة متعاونين مستقلّين.
شملت الزيارة أيضًا نقطة بيع للمستلزمات الطبّية بطريق وهران، حيث وقف الوزير على آليات التسيير ووفرة المنتجات، مبرزًا الدور المحوري للمؤسَّسات المصغَّرة في تعزيز المنظومة الصحّية وتخفيف فاتورة الاستيراد.
وخصّص السيّد واضح محطته الأخيرة لتفقّد مشتلة المؤسَّسات المصغَّرة التابعة لوزارة الصناعة، وهي فضاء متكامل يوفّر تأطيرًا تقنيًّا واستشاريًّا لحاملي الأفكار. واستمع الوزير إلى عروض مفصّلة حول خدمات دراسة الجدوى، إعداد مخطّطات الأعمال، وبرامج التكوين في مجالات التسيير والتسويق والتمويل. كما التقى عددًا من حاملي المشاريع المقيمين بالمشتلة، حيث أعلن عن تسليم ثلاثة عقود كراء لمحلات مهنية لفائدة شباب-مقاولين، مؤكّدًا أنّ «تحريك الطاقات الشبانية ركيزة جوهرية لبناء اقتصاد مرن».
وأكّد وزير اقتصاد المعرفة أنّ هذه الزيارة تندرج ضمن مقاربة الدولة الرامية إلى ترقية المؤسَّسات الناشئة والمصغَّرة كقاطرة للتنمية، مشيرًا إلى أنّ دائرته الوزارية تعمل على تفعيل بيئة شراكة تجمع الجامعة، القطاع الخاص، والهيئات الداعمة، بما يسهّل انتقال الابتكارات من المختبر إلى السوق، ويعزّز موقع الجزائر في خارطة الابتكار إقليميًّا ودوليًّا.