
أُصيبت المصوّرة الصحافية في وكالة رويترز رنين صوافطة ومستشارها الأمني إلى جانب عدد من القرويين الفلسطينيين، في هجوم عنيف شنه عشرات المستوطنين الإسرائيليين قرب قرية بيتا جنوب مدينة نابلس في الضفة الغربية المحتلة، بحسب ما أفاد به شهود عيان وناشطون حقوقيون.
وذكر الناشط الحقوقي الإسرائيلي جوناثان بولاك، الذي كان شاهداً على الواقعة، أن “نحو خمسين مستوطناً ملثماً هاجموا المشاركين في قطف الزيتون واعتدوا على الصحافية رنين صوافطة بالضرب المبرّح، ورجموها بالحجارة وهي ملقاة على الأرض، وواصلوا مهاجمة كل من حاول إنقاذها”.
وقالت مصادر ميدانية إن صوافطة كانت برفقة المستشار الأمني في الوكالة غرانت باودن لتغطية موسم قطف الزيتون، قبل أن يفاجأا بالمستوطنين يهاجمونهم بعصي وحجارة. وقد تم تحطيم معدات التصوير وتعرّض الاثنان لإصابات متفاوتة نُقلا على إثرها إلى مستشفى في مدينة نابلس لتلقي العلاج.
وأكدت وكالة رويترز في بيان رسمي أنها تدين الاعتداء على طاقمها الصحفي، داعية السلطات الإسرائيلية إلى “فتح تحقيق فوري وشفاف ومحاسبة المسؤولين عن هذا الهجوم الوحشي، وضمان سلامة الصحفيين خلال أدائهم مهامهم”.
من جانبه، قال الجيش الإسرائيلي في بيان مقتضب إنه “يندد بأي عمل من أعمال العنف”، مشيراً إلى أن الشرطة الإسرائيلية ستتولى مراجعة الواقعة دون الكشف عن تفاصيل إضافية.
ويأتي هذا الاعتداء في ظل تصاعد غير مسبوق لهجمات المستوطنين في الضفة الغربية منذ اندلاع الحرب على غزة قبل عامين، حيث وثّقت الأمم المتحدة 264 هجوماً للمستوطنين خلال شهر أكتوبر وحده، وهو أعلى عدد يسجَّل منذ بدء مراقبة هذه الحوادث عام 2006.
وتشير منظمات حقوقية إسرائيلية مثل بتسيلم ويش دين إلى أن التحقيقات في مثل هذه الاعتداءات نادراً ما تُستكمل، وأن مرتكبيها غالباً ما يفلتون من العقاب، ما يعزز مناخ الإفلات من المساءلة.
الهجوم على المصوّرة رنين صوافطة يعيد إلى الواجهة مخاطر العمل الصحفي في الأراضي الفلسطينية المحتلة، حيث يتعرض الصحفيون مراراً لاعتداءات من القوات الإسرائيلية والمستوطنين على حد سواء، رغم وضوح شاراتهم الصحفية ومعداتهم المهنية.
المصدر فرانس 24 وكالات



