دولي

شبح تسلح إيران بالقنبلة النووية يلوح مجددًا وسط تفاقم التوترات مع الولايات المتحدة

في ظل التصعيد المستمر في العلاقات بين الولايات المتحدة وإيران، تزداد المخاوف حول احتمال سعي إيران للحصول على السلاح النووي. وبالتزامن مع الضغوط المتزايدة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بدأت طهران تتخذ خطوات قد تضعها في طريق تصنيع القنبلة النووية.

تسارع تخصيب اليورانيوم
أثار تقرير سري للوكالة الدولية للطاقة الذرية في فبراير 2025 القلق الدولي، حيث أشار إلى زيادة ملحوظة في احتياطيات إيران من اليورانيوم المخصب بنسبة 60%، والتي وصلت إلى 274.8 كغ مقارنة بـ182.3 كغ في نوفمبر 2024. هذا التخصيب المتسارع يشير إلى أن إيران قريبة من امتلاك المواد الأساسية اللازمة لصناعة السلاح النووي، حيث يتطلب الأمر تخصيب اليورانيوم إلى نسبة 90% لإنتاج قنبلة نووية.

التوترات بين واشنطن وطهران
وسط هذا التصعيد النووي، وجه الرئيس ترامب تحذيرًا لإيران عبر رسالة لم يكشف عن محتواها، فيما كثف الضغوط العسكرية ضد حلفائها الحوثيين في اليمن. كما أعلنت الولايات المتحدة عن غارات جوية استهدفت المواقع التي يسيطر عليها الحوثيون، الذين يعتبرون حلفاء لإيران، مما زاد من تعقيد الوضع الإقليمي.

مخاوف من التحول إلى “الردع النووي”
منذ فترة، أصبح الحديث عن “الردع النووي” في إيران أكثر وضوحًا، خصوصًا بعد التصعيد العسكري مع إسرائيل في عام 2024. وتعتبر بعض الأطراف الإيرانية أن الخيار النووي قد يصبح ضروريًا في ظل الضغوط المتزايدة، خاصة إذا كانت هناك تهديدات مباشرة من إسرائيل بشن هجمات ضد المنشآت النووية الإيرانية. وفي هذا السياق، يقول البعض إن إيران قد تلجأ إلى الردع النووي في حال شعرت أن أمنها القومي مهدد بشكل خطير.

إيران والخطوط الحمراء
رغم التصريحات التي تشير إلى إمكانية تطوير برنامج نووي عسكري، يواصل المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي التمسك بفتوى دينية تحظر امتلاك الأسلحة النووية. في خطاباته الأخيرة، أكد خامنئي أن إيران لا تسعى لامتلاك الأسلحة النووية وأن موقفها لا يتغير، في وقت تعتبر فيه الولايات المتحدة أن البرنامج النووي الإيراني يشكل تهديدًا لأمن المنطقة والعالم.

هل تتجه إيران نحو القنبلة النووية؟
من الواضح أن إيران قد تكون في المرحلة الأخيرة قبل الوصول إلى القدرة على تصنيع سلاح نووي. ويعتقد الخبراء أن إيران قد تكون قادرة على تخصيب اليورانيوم بسرعة من نسبة 60% إلى 90% في وقت قصير إذا قررت السير في هذا الطريق. لكن، هذه الخطوة تتطلب تحويل المواد المخصبة إلى سلاح نووي قابل للاستخدام، وهو ما يتطلب أيضًا تطوير الصواريخ القادرة على حمل رؤوس نووية.

التحديات أمام الضغوط الأمريكية
رغم تصاعد الضغوط الأمريكية على إيران عبر سياسة “الضغط الأقصى”، بما في ذلك فرض عقوبات شديدة على قطاع النفط الإيراني، تبدو طهران عازمة على المضي قدمًا في برنامجها النووي. ويعتقد بعض الخبراء أن هذه الضغوط قد تكون فاعلة في حال تم إجبار إيران على التفاوض، لكن طهران لا يبدو أنها ستتراجع بسهولة عن مسارها النووي، بالنظر إلى ما تعتبره تهديدًا مستمرًا لأمنها.

في الوقت الذي تزداد فيه التوترات الإقليمية والدولية حول البرنامج النووي الإيراني، يبدو أن طهران تقترب أكثر من أي وقت مضى من امتلاك القدرة على تصنيع السلاح النووي. في ظل سياسة الضغوط الأمريكية المتزايدة، تبقى التساؤلات قائمة حول ما إذا كانت إيران ستتجاوز هذه العتبة وتصنع القنبلة النووية أو إذا كان سيكون هناك تحرك دبلوماسي يمنع ذلك.ش ع

ف 24

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً على buy-tiktok-ads-accounts.org_Berne إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى