
في خطوة تاريخية، أمر الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب برفع السرية عن آلاف الوثائق المتعلقة باغتيالات الرئيس جون إف كينيدي عام 1963، وشقيقه روبرت كينيدي عام 1968، بالإضافة إلى اغتيال زعيم الحقوق المدنية مارتن لوثر كينغ في العام نفسه. هذه الخطوة جاءت بعد عقود من التكتم والجدل حول تفاصيل هذه الأحداث التي شكلت منعطفات حاسمة في التاريخ الأمريكي.
تفاصيل القرار:
أعلن ترامب خلال مؤتمر صحفي في البيت الأبيض أن “الكثير من الناس انتظروا هذه اللحظة لسنوات، بل لعقود”، مؤكدًا أن “كل شيء سيتم الكشف عنه”. وجاء هذا القرار تنفيذًا لوعد قطعه ترامب خلال حملته الانتخابية عام 2016، حيث تعهد بنشر جميع الوثائق السرية المتعلقة باغتيال جون كينيدي.
وكانت إدارة الرئيس جو بايدن قد أرجأت نشر بعض الوثائق في ديسمبر 2022، متذرعة بمخاوف تتعلق بالأمن القومي. ومع ذلك، أكد الأرشيف الوطني أن 99% من الوثائق المتعلقة باغتيال كينيدي، والتي تصل إلى خمسة ملايين صفحة، أصبحت متاحة للجمهور.
الجدل حول الاغتيالات:
اغتيال جون كينيدي في 22 نوفمبر 1963 في دالاس، تكساس، لا يزال واحدًا من أكثر الأحداث إثارة للجدل في التاريخ الأمريكي. وعلى الرغم من أن اللواء لي هارفي أوزوالد أُعتبر المتهم الرئيسي، إلا أن نظريات المؤامرة لا تزال تنتشر حول تورط جهات أخرى، بما في ذلك وكالة الاستخبارات المركزية (CIA) والمافيا.
أما اغتيال روبرت كينيدي، الذي كان وزيرًا للعدل وشقيق جون كينيدي، فقد حدث في 5 يونيو 1968 في لوس أنجلوس، أثناء حملته الانتخابية للفوز بترشيح الحزب الديمقراطي للرئاسة. وقد أشار روبرت كينيدي الابن، ابن روبرت كينيدي، إلى وجود أدلة على تورط CIA في اغتيال عمه ووالده.
وبالنسبة لاغتيال مارتن لوثر كينغ في 4 أبريل 1968 في ممفيس، تينيسي، فقد أُدين جيمس إيرل راي بقتله، لكن عائلة كينغ أعربت مرارًا عن شكوكها حول ما إذا كان راي قد تصرف بمفرده أو كان جزءًا من مؤامرة أكبر.
ردود الفعل:
أثار قرار ترامب ردود فعل متباينة. فبينما رحب البعض بالخطوة باعتبارها خطوة نحو الشفافية وإظهار الحقيقة للرأي العام، حذر آخرون من أن الكشف عن هذه الوثائق قد يعيد فتح جراح الماضي ويؤجج نظريات المؤامرة.
وقالت عائلة مارتن لوثر كينغ في بيان: “نحن نؤمن بأن الحقيقة هي الطريق الوحيد نحو العدالة. نأمل أن تكشف هذه الوثائق عن تفاصيل تساعدنا على فهم ما حدث حقًا”.
أهمية الكشف عن الوثائق:
- الشفافية: يعتبر الكشف عن هذه الوثائق خطوة مهمة نحو تحقيق الشفافية في قضايا تاريخية حساسة.
- إغلاق الجدل: قد تساعد الوثائق في إغلاق بعض النقاشات الطويلة حول ما حدث بالفعل في تلك الاغتيالات.
- توعية الرأي العام: تتيح الوثائق للجمهور فهمًا أفضل للأحداث التي شكلت تاريخ الولايات المتحدة.
التحديات:
- نظريات المؤامرة: قد يؤدي الكشف عن الوثائق إلى تأجيج نظريات المؤامرة، خاصة إذا كانت المعلومات غير حاسمة أو غامضة.
- الأمن القومي: هناك مخاوف من أن بعض الوثائق قد تحتوي على معلومات حساسة يمكن أن تؤثر على الأمن القومي أو العلاقات الدولية.
في النهاية، يبقى قرار رفع السرية عن هذه الوثائق خطوة جريئة نحو كشف الحقيقة، لكنه يطرح أيضًا أسئلة حول كيفية تعامل المجتمع مع الحقائق المؤلمة التي قد تكشفها هذه الوثائق. هل ستساعد هذه الخطوة في تحقيق العدالة للضحايا وعائلاتهم، أم ستفتح الباب أمام مزيد من الجدل والانقسام؟ الوقت وحده كفيل بالإجابة. ش ع