
في تطور غير مسبوق، أعلنت الولايات المتحدة أن الاجتماعات التي عقدت مع حركة “حماس” حول إطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين في غزة كانت “مثمرة للغاية”. يأتي هذا في وقت حساس، حيث يبدو أن المحادثات قد تمهد الطريق للوصول إلى اتفاق شامل بشأن الوضع في غزة.
وفقًا للمبعوث الأمريكي آدم بوهلر، الذي كان يتحدث في مقابلة مع شبكة “فوكس نيوز”، أبدت “حماس” استعدادها للهدنة طويلة الأمد التي تتضمن عدة بنود، أبرزها نزع السلاح وعدم المشاركة في السياسة وعودة غزة إلى مسار إعادة الإعمار. كما أكد أن المناقشات كانت تركز على بعض القضايا التي قد تشكل جزءًا من التفاهمات المستقبلية.
وأضاف بوهلر أنه من الممكن أن يتم التوصل إلى اتفاق نهائي حول غزة في غضون أسابيع. هذا التصريح يأتي في وقت تشهد فيه المنطقة وضعًا بالغ التعقيد على خلفية الحرب المستمرة بين إسرائيل وحماس.
من جانبها، أكدت “حماس” استعدادها للتفاوض حول صفقة تبادل الأسرى، بما في ذلك إطلاق سراح بعض الأسرى الإسرائيليين الذين يحملون الجنسية الأمريكية. وقال القيادي في الحركة طاهر النونو لوكالة “الشرق” إن المفاوضات تركزت في الأيام الأخيرة على إطلاق سراح هؤلاء الأسرى في إطار صفقة تبادل شاملة.
وإلى جانب مسألة الأسرى، تناولت الاجتماعات بين الجانبين كيفية تنفيذ اتفاق مرحلي يهدف إلى إنهاء الحرب بشكل مستدام، وضمان عدم تجدد الصراع في المستقبل. النونو أضاف أيضًا أن “حماس” أبلغت الوفد الأمريكي بضرورة إلزام إسرائيل بتنفيذ كافة البنود التي تم التوافق عليها.
تجدر الإشارة إلى أن هذه المحادثات تعتبر فريدة من نوعها، حيث لم يسبق للولايات المتحدة أن دخلت في محادثات مباشرة مع حركة “حماس”، التي تصنفها الولايات المتحدة منذ عام 1997 كـ”منظمة إرهابية”. لكن مع تصاعد الوضع في غزة، باتت المحادثات ضرورية للبحث عن حلول طويلة الأمد.
هل ستتمكن الولايات المتحدة وحماس من التوصل إلى اتفاق قريب؟ يبقى أن نرى ما إذا كانت المحادثات ستؤدي إلى تحقيق الاستقرار في غزة وإنهاء الحرب الحالية، لكن الإشارات الأولية تشير إلى أن هناك إمكانية للتوصل إلى تفاهمات في الأسابيع المقبلة. ش ع