قضت محكمة مدينة ليون الفرنسية، اليوم الثلاثاء، بالسجن 9 أشهر مع وقف التنفيذ في حق المؤثرة الفرانكو-جزائرية صوفيا بن لمان، وذلك على خلفية منشورات وتصريحات اعتُبرت تهديدات بالقتل نُشرت على مواقع التواصل الاجتماعي.
ويعود توقيف بن لمان إلى شهر جانفي الماضي، بعد تداول مقاطع مصوّرة لها تتضمن خطابًا يُصنّف ضمن التحريض والكراهية، أبرزها فيديو تتمنى فيه “الموت لكل معارضي النظام الجزائري”، ما أثار موجة انتقادات واسعة في فرنسا والجزائر على حد سواء.
خلال جلسة المحاكمة التي جرت بتاريخ 18 مارس، طالب المدعي العام بالحكم عليها بسنة سجن مع وقف التنفيذ، معتبراً أن تصريحاتها “خطيرة ومليئة بالكراهية، ولا مكان لها في مجتمع ديمقراطي”.
وإلى جانب العقوبة السجنية، أمرت المحكمة أيضًا بـ:
-
200 ساعة من الخدمة المجتمعية.
-
منع الوصول إلى حسابيها على تيك توك وفيسبوك لمدة 6 أشهر.
بن لمان: تصريحات “عفوية” وتوقيف “سياسي”
من جهتها، دافعت صوفيا بن لمان عن نفسها أمام المحكمة، معتبرة أن الفيديوهات التي نشرتها “لم تكن سوى تعبيرات عفوية ولحظية”، وأشارت إلى أن ما قالته “يُتداول يوميًا في أحاديث الناس”، نافية وجود نيّة فعلية للتحريض أو التهديد.
وفي تصريحات لاحقة، وصفت بن لمان القضية بأنها “مسيسة”، مشيرة إلى أن توقيفها كان “غير عادل”، خاصةً بالنظر إلى خلفيتها الجزائرية وظروف نشر المقاطع محل الجدل.
قضية تفتح النقاش حول حرية التعبير وحدودها
أثارت هذه القضية جدلاً واسعًا في الأوساط الإعلامية والحقوقية بفرنسا، بين من يرى أن القرار القضائي يعكس حرص الدولة على محاربة خطاب الكراهية، ومن يعتبره تضييقًا على حرية التعبير، خصوصًا حين يتعلق الأمر بمزدوجي الجنسية أو قضايا ترتبط بالشأن الجزائري.
✍ ش ع
