وطني

اتفاق جزائري-فرنسي لاسترجاع سجلات ووثائق وممتلكات من الحقبة الاستعمارية

في خطوة مهمة نحو تعزيز التعاون بين الجزائر وفرنسا في مجال الذاكرة التاريخية، تم الاتفاق بين الجانبين على استرجاع سجلات ووثائق مرقمنة تخص الفترة الاستعمارية (1830-1962)، إضافة إلى ممتلكات منهوبة كانت قد سُلبت خلال تلك الحقبة. جاء ذلك في إطار اجتماع اللجنة الجزائرية للتاريخ والذاكرة مع نظيرتها الفرنسية في مدينة قسنطينة في الثاني والعشرين من نوفمبر/تشرين الثاني الجاري.

بوابة إلكترونية مشتركة

من أبرز مخرجات الاتفاق، فتح بوابة إلكترونية مشتركة تسلط الضوء على الفترة الاستعمارية، مع التركيز على القرن التاسع عشر. هذه المبادرة تهدف إلى توفير منصة موحدة للباحثين والمهتمين بالاطلاع على الأرشيف والوثائق المتوفرة حول تلك الفترة، بما يسهم في تعزيز الفهم المشترك والتوثيق التاريخي.

استرجاع ممتلكات وأرشيف مهم

وفقًا للبيان الصادر عن اللجنة الجزائرية للتاريخ والذاكرة، فقد تم الاتفاق أيضًا على استرجاع العديد من الممتلكات المنهوبة، بالإضافة إلى 29 لفة و13 سجلًا، تمثل ما يعادل خمسة أمتار لينيار من الأرشيف المتبقي من الحقبة الاستعمارية. يشمل هذا الأرشيف سجلات وملفات تساهم في توثيق تفاصيل دقيقة حول الأحداث التي شهدتها الجزائر خلال الاستعمار الفرنسي.

مشروع بيبلوغرافيا مشتركة

وفي إطار التعاون الأكاديمي، تم الاتفاق على مواصلة إنجاز بيبلوغرافيا مشتركة تتعلق بالأبحاث والمصادر المطبوعة والمخطوطة التي تعود للقرن التاسع عشر. الهدف هو نشر ورقمنة وترجمة أهم هذه المصادر إلى اللغتين العربية والفرنسية، مما يسهم في تعزيز التبادل العلمي بين البلدين.

استرجاع ممتلكات رمزية والجرائم الاستعمارية

اتفق الطرفان على مواصلة دراسة جرائم الاستعمار الفرنسي خلال القرن التاسع عشر من خلال مشروع “كرونولوجيا” يحدد أحداث تلك الحقبة ويوثقها بشكل علمي. كما تم التأكيد على استرجاع الممتلكات التي ترمز إلى سيادة الدولة الجزائرية، بما في ذلك الأغراض المرتبطة بالأمير عبد القادر وقادة المقاومة الجزائرية، إضافة إلى الجماجم المتبقية من تلك الفترة. سيشمل هذا أيضًا إحصاء المقابر التي تحتوي على رفات الأسرى الجزائريين من تلك الحقبة.

التعاون الأكاديمي وتبادل الخبرات

كما تم الاتفاق على تنفيذ برنامج تبادل علمي يشمل بعثات طلابية وبحثية للاطلاع على الأرشيف المشترك بين البلدين. هذا التعاون سيكون مدعومًا برفع العراقيل الإدارية الفرنسية أمام الباحثين الجزائريين، بما يسمح لهم بالوصول بسهولة إلى الوثائق والمصادر التاريخية. كما سيتم تنظيم فعاليات علمية مشتركة خلال السنة الجامعية 2024-2025 لتعزيز التعاون بين الجامعات الجزائرية والفرنسية في مجال الأبحاث التاريخية.

يعد هذا الاتفاق بين الجزائر وفرنسا خطوة هامة نحو تحقيق التوثيق الدقيق والشامل للحقبة الاستعمارية، مع تسليط الضوء على الجرائم المرتكبة بحق الشعب الجزائري واسترجاع الممتلكات الثقافية والتاريخية التي سُلبت في تلك الفترة. يأتي ذلك في إطار التزام الجزائر بالحفاظ على ذاكرة التاريخ وضمان حقوق الشعب الجزائري في معرفة تفاصيل ماضيه.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى