أخبار

مشروع تعديل قانون محكمة التنازع: تعزيز الكفاءة وتبسيط إجراءات التقاضي

في إطار الجهود الرامية إلى تحديث وتعزيز النظام القضائي الجزائري، استمعت لجنة الشؤون القانونية والإدارية والحريات بالمجلس الشعبي الوطني إلى عرض قدمه وزير العدل حافظ الأختام، السيد لطفي بوجمعة، حول مشروع تعديل قانون محكمة التنازع. يهدف هذا المشروع إلى تعزيز كفاءة المحكمة وتبسيط إجراءات التقاضي، بما يضمن تحقيق المزيد من الاستقرار والاجتهاد القضائي.

أهمية محكمة التنازع:

تعتبر محكمة التنازع واحدة من أهم الهيئات القضائية في الجزائر، حيث تتولى الفصل في النزاعات التي تنشأ بين الجهات القضائية الإدارية والعادية. تأسست هذه المحكمة لضمان وحدة الاجتهاد القضائي وحسم الخلافات بين المحاكم، مما يعزز ثقة المواطنين في النظام القضائي.

أبرز التعديلات المقترحة:

  1. تعديل عنوان القانون: تماشيًا مع المادة 179 من الدستور، سيتم تعديل عنوان القانون ليعكس بدقة تنظيم محكمة التنازع وسير عملها واختصاصاتها.
  2. زيادة عدد القضاة: سيتم رفع عدد قضاة المحكمة من 7 إلى 9 قضاة، لضمان سير الجلسات دون خلل أو تأجيل.
  3. توحيد إجراءات التعيين: سيتم اعتماد نظام التناوب بين قضاة المحكمة العليا وقضاة مجلس الدولة لتعيين محافظي الدولة، مما يعزز الحياد والاستقلالية.
  4. تمديد مدة الولاية: ستتم مراجعة مدة ولاية رئيس المحكمة والقضاة من 3 إلى 5 سنوات، لضمان استقرار الاجتهاد القضائي وتعزيز الخبرة.

أهداف التعديلات:

  • تعزيز الكفاءة: تهدف التعديلات إلى تحسين أداء محكمة التنازع وضمان سرعة الفصل في النزاعات.
  • تبسيط إجراءات التقاضي: تسعى التعديلات إلى تبسيط الإجراءات القانونية، مما يسهل على المواطنين الوصول إلى العدالة.
  • تحقيق الاستقرار القضائي: من خلال تمديد مدة ولاية القضاة، سيتم تعزيز استقرار الاجتهاد القضائي وتقليل التغييرات المتكررة في تشكيل المحكمة.

ردود الفعل:

أعرب رئيس اللجنة، السيد هشام صفر، عن تقديره لمجهودات وزارة العدل في تحديث التشريعات، مؤكدًا أن دراسة هذا المشروع يندرج في إطار مواصلة تكييف التشريع الوطني مع أحكام الدستور. من جهته، أكد وزير العدل أن هذه التعديلات ستساهم في تعزيز فعالية محكمة التنازع وضمان حقوق المتقاضين.

كما أبرز أعضاء اللجنة أهمية المشروع في تعزيز أداء القضاء الجزائري، معربين عن استعدادهم لمناقشة التعديلات بعمق لتحقيق توافق يخدم العدالة ويحقق مصلحة المواطن.

التحديات المقبلة:

  1. مناقشة التعديلات: ستكون الخطوة القادمة هي مناقشة التعديلات المقترحة بشكل مفصل في اللجنة، لضمان توافق جميع الأطراف على النصوص النهائية.
  2. التطبيق الفعلي: بعد إقرار التعديلات، سيكون التحدي الأكبر هو تطبيقها على أرض الواقع، بما يضمن تحقيق الأهداف المرجوة.
  3. توعية المواطنين: يجب على وزارة العدل توعية المواطنين بالتعديلات الجديدة وكيفية تأثيرها على إجراءات التقاضي.

في الختام، يُعتبر مشروع تعديل قانون محكمة التنازع خطوة مهمة نحو تعزيز الكفاءة القضائية وتبسيط إجراءات التقاضي في الجزائر. إذا تم تنفيذ هذه التعديلات بشكل صحيح، فستساهم في تحقيق المزيد من الاستقرار والثقة في النظام القضائي، مما يعزز حقوق المواطنين ويحقق العدالة المنشودة.ش ع

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى