وطني

تمكين الشباب في الأرياف مشروع رائد من بلدية حجاج يفتح آفاق الشغل والمقاولاتية

مقال صحفي منير قوعيش

مستغانم – في خطوة واعدة تعكس روح المبادرة والتغيير، أطلقت جمعية نشاطات الشباب ببلدية حجاج، تحت إشراف رئيستها خيرة ننوش، مشروعًا تنمويًا طموحًا بعنوان “فضاء للتدريب ومرافقة الشباب لعالم الشغل والمقاولاتية”، موجهًا خصيصًا لشباب المناطق الريفية والنائية .

يأتي هذا المشروع في سياق التحديات الاجتماعية والاقتصادية المتفاقمة التي يعيشها شباب الأرياف، خاصة أولئك الذين يفتقرون إلى فرص التكوين والمرافقة بعد التخرج من مؤسسات التعليم أو التكوين المهني. ويمثل المشروع استجابة حقيقية لحاجياتهم، من خلال برامج متكاملة تركز على تنمية المهارات الحياتية والمهنية، والتعريف بفرص الدعم والتمويل المتاحة، وتوفير فضاءات شبابية للإرشاد والتكوين المستمر.

وتبرز خصوصية هذا المشروع في اعتماده مقاربة تشاركية شاملة، حيث لا يقتصر على التكوين النظري، بل يتعداه إلى التمكين النفسي وبناء الثقة بالنفس، خاصة لدى الفتيات اللائي يعانين من تهميش مزدوج في المجتمع الريفي. كما يعمل المشروع على تفكيك الحواجز النفسية والإدارية التي تمنع الشباب من خوض تجربة المقاولاتية، عبر تنظيم ورشات تحفيزية، دورات في ريادة الأعمال، ولقاءات مع نماذج ناجحة.

وأكدت خيرة ننوش، صاحبة المبادرة، أن “الهدف ليس فقط إدماج الشباب في سوق العمل، بل خلق جيل من الفاعلين الاقتصاديين القادرين على إحداث التغيير في محيطهم، عبر مشاريع صغيرة ومستدامة تنطلق من واقعهم وتستجيب لاحتياجاته”.

وقد بدأ المشروع فعليًا في استقطاب الشباب وتوفير التكوين اللازم لهم، باستخدام وسائل حديثة في الإعلام والاتصال، لتوسيع دائرة التأثير وتحفيز مزيد من المبادرات الفردية والجماعية. كما يُرتقب أن يسهم المشروع في خفض نسب البطالة وتعزيز التنمية المحلية المستدامة في المناطق المستهدفة.

ويمثل هذا النموذج مثالًا حيًا على كيفية تفعيل دور المجتمع المدني في تحقيق التنمية، خاصة إذا ما تضافرت الجهود بين الجمعيات، السلطات المحلية، والقطاعين العام والخاص. وإذا كُتب لهذا المشروع النجاح والديمومة، فقد يكون نواة لتحول أكبر في السياسات العمومية الموجهة للشباب.

“نؤمن بأن الجزائر الجديدة تُبنى من القرى والمداشر، وأن الشباب هم رهانها الأهم” – بهذه الكلمات تختزل خيرة ننوش فلسفة المشروع، الذي يحمل بين طياته حلمًا مشروعًا لمستقبل أفضل، يقوده شباب واعٍ، مكوَّن، ومفعم بالأمل.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى